توصلت الكوريتان صباح أمس الأحد، بعد 12 ساعة من المفاوضات الشاقة إلى اتفاق مبدئي على إعادة فتح مجمع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين، والمغلق منذ أبريل حين بلغ التوتر بين سيول وبيونغ يانغ أوجه.. وهذه المفاوضات، التي جرت في قرية بانمونجوم على خط الحدود بين الكوريتين وتأخر البدء بها قرابة ساعتين بسبب مشاكل تقنية، وتمت بعد أشهر من التوتر والتهديد بالحرب من قبل بيونغ يانغ على إثر تجربتها النووية، التي جرت في فبراير، انتهت إلى اتفاق على إعادة فتح المجمع الصناعي حالمًا يصبح ذلك ممكنًا من الناحية الفنية. وبحسب وسائل الإعلام الكورية الجنوبية، فإن الاتفاق الذي وقعه الفريقان التفاوضيان ينص على أن المجمع الصناعي المبني على أراضي كوريا الشمالية قرب الحدود مع الجنوب، والذي تموله سيول، ويعتبر رمز المصالحة بين البلدين، سيعاد فتحه حالما تصبح الشركات الموجودة فيه «جاهزة» لاستئناف العمل.. وقرر الطرفان الاجتماع مجددًا الأربعاء المقبل، وهذه المرة داخل المجمع الصناعي نفسه لإيجاد السبل الكفيلة بمنع تكرار إغلاقه في المستقبل، كما اتفقا على أن يقوم رجال أعمال كوريون جنوبيون بتفتيش منشآت المجمع قبل إعادة تشغيله. ومجمع كايسونغ الصناعي، الذي كان يعمل فيه نحو 53 ألف كوري شمالي في 126 مصنعًا كورياً جنوبيًا، يشكل أحد آخر الرموز المتبقية للمصالحة بين الكوريتين، فضلاًَ عن أنه مصدر مهم للعملات الصعبة لكوريا الشمالية.. لكنه أغلق في خضم التوتر الشديد الذي شهدته شبه الجزيرة الكورية إثر إجراء بيونغ يانغ تجربتها النووية، وتشديد الأممالمتحدة العقوبات عليها وإجراء الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية.. وكان المجمع ولد في إطار «دبلوماسية شعاع الشمس»، التي قادتها كوريا الجنوبية من 1998 إلى 2008 لتشجيع الاتصالات بين البلدين اللذين ما زالا نظريًا في حالة حرب لأن النزاع بينهما انتهى في 1953 بتوقيع هدنة.