عفوا أبا تمام / علي الجريري لا تعجب ولا عجب "عفوا أبا تمام لا تسال وما السبب كيف احتفت بالعدا حيفا " وكيف احتفت حلب عفوا أبا تمام لا تعتب ولا عتب كيف تطاولت جهالات جبة الجهل على عطر المقام وما برحت وان دمروا تمثالك الحجري لحقدهم على امة الشعر والقرآن وكل ما هو عربي لن يهزموا العشق فيك ولا عزة الشعراء مثلما انتصرت فيك قوافي الشعر هذي دمشق تزهو بشعرك فخرا وتنتصر يا ابن أوس وجاسم لا تحزن على غدر بلا ذمم يا أبن الشام وما احتضنت من الشعراء لك محبة القدس مني ومن أهلها نسب من أبوابها مرت حماسة شعرك وما حملت من العز فيها نمضي ونفتخر وعشق بغداد وأفراحها وجبت تعلو على الجرح وتسمو وتعلو وتتحد وموصل الوصل والخلان تهديها ومصر وما حفلت حواريها تسعف جرحها وتنتفض لك حبنا فلا تجزع من جهل جهالة جهلت سنعيد لجاسم تمالك الذهبي وما وهبت وتهديك عذارى العشق فيها مغانيها عشقت درعا وما حملت على أرضها تاج الحلبي على أرضها نبت السيوف وعلى حد سيفنا تكسرت أسياف أبا تمام لا يضيرك حقد فلولهم وما صنعت فالحقد يعميهم ويكويهم والحب فيك شاهد على عزة العرب هذه القصيدة ردا على قيام العصابات التكفيرية من جبهة النصرة في محافظة درعا بقرية حاسم على نسف وتفجير تمثال الشاعر العباسي الكبير "أبو تمام " لحقدهم الدفين على العروبة والإسلام . ولد الشاعر حبيب بن أوس الطائي عام ثمانية وثمانين ومئة . وهو أحد أمراء البيان شامي الأصل، من قرية جاسم بدرعا ، وكان رحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي سنة إحدى وثلاثين ومئتين ، واختلف في تاريخ ولادته ووفاته وأجمع على فطانته وحبه للشعر وإجادته له.