أكدت مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطية" الأميركية أنه من الصعب أن نتصور أن محافظا براغماتيا مثل "حسن روحاني"، الذي قضى عمره في خدمة النظام الإسلامي والولي الفقيه، سوف يبذل أدنى محاولة للاستئثار بالسلطة. نيويورك (الدفاع عن الديمقراطية) وفي تقرير للمؤسسة أعده "جون حنا" تناول النتائج التي وصفها بالمذهلة للانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة والفوز الكبير الذي حققه الشيخ "حسن روحاني" في جولتها الاولى اعتقد حنا أن أهم خصوصية لهذه الانتخابات هي أن أحدا لم يتمكن من التنبؤ بنتائجها وقال: "يبدو في الحقيقة أن أكثر المحللين والخبراء الاستراتيجيين كانوا يذهبون لرأي يناقض هذه النتيجة؛ حيث اعتقد بعضهم أن تكون الانتخابات مسيطَر عليها ومعلومة نتائجها مسبقا"! ونبه التقرير إلى أن الناخبين قد فاجأوا الجميع مضيفا: "النشطاء في قسم المقالة الرئيسية لصحيفة "واشنطن بوست" يعدون من أكثر الكتّاب حنكة فيما يخص قضايا الأمن القومي، لكنهم أعلنوا بكل صراحة قبل يومين من الانتخابات أن "روحاني" الذي كان قد خاض المعترك الانتخابي كمرشح إصلاحي لن يُسمح له بالفوز بهذه الانتخابات"! وفي السياق نفسه نقل مُعدّ التقرير عن صحيفة "هاآرتس" الصهيونية قولها بعد الانتخابات بأنه لا مؤسسة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ولا جهاز "الموساد" كانا قد أنذرا زعماء "إسرائيل" بفشل التيار الاصولي في الانتخابات وقال: "حتى أجهزة المخابرات التابعة للدول الغربية الاخرى لم تكن تنبؤاتها صائبة في هذا المجال". وإذ تحدثت المؤسسة عن اعتقاد أغلب المحللين بعدم وجود أي خطر من انتخاب "روحاني" فقد لفتت إلى أن الأخير كان ملازما لمؤسس الثورة الإسلامية "آية الله روح الله الخميني" في فترة نفيه لباريس وقد كان عنصرا ناشطا في ترسيخ دعائم النظام الإسلامي فيما بعد. وبينما ألمح التقرير إلى الدور المهم الذي اضطلع به حسن روحاني في كافة الشؤون الأمنية انطلاقا من مسؤوليته في مجلس الأمن القومي فقد ذكر أنه تولّى رئاسة هذا المجلس لمدة 15 عاما ثم عيّنه القائد آية الله الخامنئي بعد ذلك ممثلا له في المجلس. وذكر جون حنا أن أشهر منصب لروحاني كان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين بين عامي 2003 و2005 حيث صرح فيما بعد أنه استطاع في تلك الفترة عبر جهوده الدبلوماسية الخلاقة أن يعمل على رفع الحظر الغربي ويهيئ للبرنامج النووي الإيراني البيئة والزمان اللازمين لتنميته وتأسيس بنيته التحتية. وختم حنا تقريره بالقول: "إذا أخذنا التاريخ السياسي لحسن روحاني خلال الثلاثين عاما الماضية حتى الانتخابات الأخيرة بنظر الاعتبار لبات من الصعب حسابه على التيار الإصلاحي". / 2811/