بقلم / وجدي صبيح أكرمنا الله بهذا الشهر الكريم لنتحرر من ذواتنا وننعتق من مساوي أنفسنا وسيئاتها فلننتصر عليهما بإتباع ما رسمه الله بكتابه الكريم وما تركه لنا رسولنا الكريم وصحابته خير الخلق اجمعين. ففي رمضان حرر نفسك من الشهوات واللذات وحررها من عبودية الرغبات وانتصر عليها بإغراقها بالفضائل والعبادات فتحرير النفس من أصعب المسالك ومن اعتى المعارك التي راح ضحيتها خلقا كثير بينما انتصرت النفس وهواها وزيغها وضلالها .فلحق بالأجساد سوء العيش وضنك الحياة وتعاسة البقاء ... وفي رمضان حرر نفسك من سبات الغفلة وأخرجها من أمان الشيطان إلى خوف الرحمن وذكرها بعذاب النيران فلا آمان في الدنيا إلا بالخوف والاستشعار لهول القادم والمرتقب وما ينتظر الإنسان فالموعد بدا يقترب فالآمان والاستئمان هنا هو عين الغفلة ومركز الغي والغرور فانتصر لروحك وزجرها بخوف الله ورجاءه ولا تستظل بظل آمان ساقته إليك غفلتُك وغرورك بربك . وفي رمضان حرر نفسك من عبودية الريال والدينار فكم لهُما من صريع وكم لهُما من غريق فما من نفس وذات تمكنتا منهما إلا وانداست وارتمت في حقول الماثم والمخالفات وتاهت في متاهات الذل والخضوع لغير خالقها, فانك لما تجمع مُفارق ,ولما تحصد مُحاسب , فقدم لنفسك ولبدنك قربان الخلاص والانعتاق من نار زاد حرها واسّودَ لهيبُها وبََُعد قعرُها وتنافرت أطرافُها . وفي رمضان حرر نفسك من حياة الأجساد والبسها حياة الأرواح فارتقي بجسدك إلى منزلة الأنبياء الأخيار والملائكة الأطهار والأولياء الأبرار بكثرة التذلل والخضوع للواحد القهار وارتقي في سلم السعداء وتتطلع إلى عيش الكرماء وغادر حياة الفناء إلى حياة البقاء فان حياة الأرواح أرقى وأزكى من حياة الأبدان الفانية وحياة الأجسام البالية . وفي رمضان حرر نفسك من شرورها فان النفس لأماره بالشر والسوء وتواقة إلى الشرور والآثام إلا من رحم الرحمن فتبرا منها ومن مكايدها وهذب أفعالها ومعاملاتها واكسر جماح حيوانيتها وعدوانها وانتصر لروحك فان النفس في رمضان وحيده قد غاب وزراءها وكُبل حاشيتها من الجن والشياطين فانتصر عليها وطهرها من درن ورجس حيوانيتك وشرك فانك إن لم تغلبها برمضان فمتى عسى أن يكون التحرر والانتصار ؟. وفي رمضان تحرر من أفكار العبيد مثلك واهجر ما كتبته أقلامهم وما سطرته عقولهم ,وألزم كتاب ربك وسنة نبيك فأنهما نورا أذا دخل القلب تطهر وارتقى وشعر ولامس حياة البقاء وغاص فيما غاب عن الورى فسترى وتسمع ما لم يراه بصر ولم يسمعه سمع فيا لها من لذة ومتعة حرم منها الغافلون عن كتاب الحي القيوم فانتصر لروحك ولا تحرمها نعيم تلك اللذة وتلك المتعة الأزلية. وفي رمضان حرر نفسك من حرية الحيوان وكبلها بقيود القران فتعسا لحرية حررتك من قيود خالقك وأخرجتك من سجن طبيعتك وفكت عنك أغلال عقلك ولبك وأطلقتك من قفص إنسانيتك فانتصر لروحك وادخلها معقل ألفطره وقيدها بقيود القران والسنة وسج بها في سجون الاستقامه والطاعه والخضوع فانك لم تخلق لأجل هذه الدنيا الفانية بل خلقت للعمل والتّبلغ للحياة الباقية. وفي رمضان تحرر من أطباعك السيئة و مميزاتك المنحرفة وقوّم اعوجاج شهواتك واعوجاج رغباتك, فان ترويض الاطباع وتهذيب العادات طريق مختصر إلى الاستقامة ,فانتصر لروحك واقتلع من نفسك جذور الانحراف عن ألفطره السليمة وأقدم بشجاعة على اجتثاث طفرات وزوائد الشر والسوء من ممارساتك وأنشطتك اليومية فلا تأكل إلا حلالا وتنطق إلا مباحا ولا تكترث بيداك إلا مشروعا ولا ترتجل إلا إلى صالحا و لا تنظر ولا تسمع إلا إلى مسموحا مرخصا وتجنب احتقار العادات المشبوهه والمئلوفه فإنها أردت خلقا كثير عن الصراط المستقيم .