« منظومة التعليم « في العالم وعبر التاريخ البشري ستظل هي الأبرز والأكثر تأثيراً في مسيرة الحياة الإنسانية ، وهي أهم مفاتيح التطور والبناء للحضارات البشرية منذ فجر التاريخ ، فالبيئة الجاهلة لا يمكن أن تترك بصمات لها في كتاب الحضارة ، أما المجتمعات التي ظهرت فيها صور من التعليم ولو كانت بدائية فقد شاركت في تعريف الأجيال التي أتت بعدها في معرفة جوانب من حياتها ، ومعروف لدى المختصين والأكاديميين والمهتمين مدى أهمية المؤسسات التعليمية والنشاط العلمي في المجتمعات البشرية القديمة والمعاصرة ، ولذلك فإن الاهتمام بتطوير ودعم وتشجيع هذه المؤسسات ومنحها أوسع الفرص يعتبر الأهم في بناء المجتمعات المعاصرة وتأسيسا لمسيرة قوية للأجيال القادمة ، أما إن لم تجد هذه المؤسسات الاهتمام الحقيقي والدعم القوي من قبل الجهات الرسمية والأهلية فإنها لن تتمكن من أداء الدور الواجب عليها باقتدار ولن تصل إلى ما يراد منها من أهداف ونتائج !! و الماراثون العالمي المعاصر في مجال التعليم لا يرحم الضعفاء ولا المتخاذلين أو الغافلين ، كما أنه لن يقف انتظارا للمتهاونين الذين يفضلون النوم طويلا ويعشقون الكسل ولا يعطون لأنفسهم قيمة بين البشر ببذل الجهود اللازمة التي تقفز بهم في المواقع المتقدمة بين الأمم ، ومن المؤسف أن مجتمعاتنا العربية قد تكون الأكثر تأخراً بين دول العالم في مجال التعليم عامة وتقنياته المعاصرة خاصة ، بل إن معظم منسوبي هذا المجال من طلاب ومعلمين ومسئولين لا يعيشون هم ملاحقة إن لم يكن مسابقة المجتمعات الأخرى التي تفوقت عليها منذ قرون وليس سنوات ، ومهما كانت العلل التاريخية التي نسلي بها أنفسنا لتهدئتها فإن التاريخ لن يرحمنا طالما ما زلنا نعيش الأوهام ونكذب على بعضنا ونوهم دواخلنا بأننا متفوقون في التعليم وتقنياته المتجددة ، بل ونصر في كثير من الأحيان على تزوير واقعنا المؤلم ببعض الزخارف والصور والمعلومات غير الحقيقية لنحصل على رضا الكبار الذين قد يحسنون الظن بنا ويهزون رؤوسهم فرحة بما شاهدوا !! هذه المقدمة الطويلة مهمة جدا لنتعرف على بعض ملامح التعليم في دولة قد لا يعرفها الكثيرون لكنها أثبتت وجودها وقوتها و مكانتها المرموقة في التعليم وتفوقها على الدول الكبرى في العالم ، لن نسهب كثيرا في سرد المعلومات عنها ، لأن مواقع ومنتديات الانترنت وباللغة العربية لم تترك شاردة ولا واردة للحديث عن أعجوبة التعليم الفنلندي ، وسأكتفي بفقرة واحدة من مقالة طويلة منقولة تتحدث عن فنلندا ، و للقارئ الكريم حرية البحث للحصول على تفصيلات أكثر . «أكدت المقارنات الدولية الزعم الفنلندي بأنها تمتلك أفضل نظام تعليمي في العالم. وأظهرت النتائج الأولية للدراسة التي أجراها البرنامج الدولي للتقييم الطلابي « بيسا « ، على طلبة من أربعين دولة في العالم أن فنلندا أتت على رأس الدول من حيث تدريس مادة الرياضيات والقراءة والعلوم.» ولكن لنقترب من هذا الانجاز الذي لفت إليه أنظار خبراء نظم التعليم المتقدمة في العالم، ولنتأمل تاريخ هذه النهضة التعليمية الاقتصادية وسرها، وفلسفة نظام التعليم، وطريقة العمل، والمميزات والنتائج والرؤى.» [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain