الأحد 14 يوليو 2013 06:30 صباحاً بغداد ((عدن الغد)) إيلاف في درجة حرارة تصل الى 40 مئوية، ما زالت الفعاليات الثقافية والفنية تقام في صالة المسرح الوطني ببغداد، والمشهد العام ان الجميع يحركون ايديهم ممسكين بأوراق او اية شيء اخر لتحريك الهواء من اجل تخفيف شدة الحر، كأن ما يقدم على خشبة المسرح له ترجيعات حركية تعكر المزاج وتكسر الرغبة في المتابعة وتهشم رأس المتعة. على الرغم من الاعلانات الكثيرة عن حالات الاعمار التي يدخلها المسرح الوطني ببغداد، وهو المسرح الكبير الوحيد والصالح للعروض السينمائية والمسرحية والنشاطات الكبيرة، الا انه ما زال لم يعرف معنى (التبريد)، فالصيف اللاهب يجعله اكثر التهابا، وتصبح القاعة اذا ما اجتمع فيها عدد كبير خانقة، والعرق يسح من الجميع وتفوح الروائح حتى يشعر الجالس انه لا يصبر على هذا الوضع كثيرا فيضطر الى الخروج من القاعة للتنفس ومن ثم العودة ثانية ان شاء ان يرجع،مع الاعلان الواضح عن تذمره، وطالما كانت الشكوى عارمة كل صيف من قبل الفنانين والذين يقدمون فعالياتهم في هذه القاعة، وطالما تأتي الردود بأمال زائفة بعيد الامد تتسرب من بين اصابعها الاموال، الكثير من الفعاليات في الصرح الكبير تخنقها الحرارة اللاهبة والجالسون كأنهم في تنور، وفي محاولة منه لضخ نسمات باردة تحارب درجات الحرارة، قام المدير العام الجديد لدائرة السينما والمسرح بنصب مكيفات صغيرة ووضع مراوح في اماكن مختلفة من القاعة ولكن الصيف العراقي يأبى الا ان يعلن ان درجة الحرارة في قاعة المسرح المكتظ بالاجساد ستظل مرتفعة. ويؤكد العديد من الفنانين، على مختلف اعمارهم ونجوميتهم، ان الوضع هذا مستمر منذ سنوات وانهم لا يسمعون غير الصراخ المليء بكلمة (سوف) فيما هم لا يستطيعون فعل شيء ولا الاحتجاج لانه غير مجدي، ويوضحون ان هذا الحال تعودوا عليه واذا ما حضر مسؤول فيأتونه بمروحة عمودية خاصة به، بينما هم يتصببون عرقا و يستخدمون أي شيء ك (مهفة) يدوية،فيما طالب البعض ان لا تقام اية فعاليات خلال الصيف، فيما قال بعض الفنانين انهم يستغربون ان تكون المسارح الاهلية، التي تقدم فيها مسرحيات هابطة، مكيفة، عاتبين على الحكومة التي لا ترى ولا تسمع ولا تحس بالحر والبرد!! فالفنان مقداد عبد الرضا،كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي عن حضوره لحفل الفرقة السمفونية العراقية الذي اقيم في المسرح الوطني قبل ايام، قائلا: بسبب الحر الشديد ظلت المراوح تحوم في الصالة وتخدش السماع , هذه الظاهرة ليست جديدة , فقبل الاحداث كان مسرح الرشيد يعاني من نفس المشكلة لايوجد تكييف في الصالة الا عندما يكون هناك عرض لمسرحية تجارية. اين السر ياترى؟ واضاف: الصديق المايسترو محمد امين عزت كان يحار في بعض الاحيان بين عصاه وابهامه الايسر ,, هل يحافظ على اتزان العزف ام يمسح حبات العرق من فوق جبهته؟. من جانبه قال فنان: طلب عدم ذكر اسمه: قبل اكثر من سنة من الان.. رصدوا 400 الف دولار لانجاز التبريد وارسلوا مدير المسرح الوطني الى تركيا من اجل جلب محرك من هناك، هذا المحرك ظهر انه ليس اصليا وغير مطابق للمواصفات، ويقال ان اللجنة التي ارسلت الى تركيا صرفت مبلغا كذا مئة الف دولار لاقامتها في فندق تسع نجوم وليس خمس نجوم، فراحت ال 400 الف دولار والان لا احد يعرف كيف التصرف والمسرح الوطني بلا تبريد، وهذه من الواجب على المدير العام الجديد اجراء تحقيق فيها. واضاف اخر: هذا امر سيء للغاية،تمر حملات الاعمار ولا سمع سوى الكذب ولا نرى سوى الخداع، واذا احدنا انتقد فإن مصيره سيكون ضمن خانة اعداء المدير العام او ضمن ثلة المتآمرين، لذلك تجد الاغلبية ساكتة لان كلامهم ليس فيه نفع ولا الحكومة تسمعهم، مررنا بكثير من التجارب وتظاهرنا وانددنا واستنكرنا وتحدثنا عبر وسائل الاعلام وكانت النتيجة ان الحكومة تكافيء المسيء والفاسد والمختلس والداعر والكذاب، لم نرها سجنت احدا او عاقبت احدا، فكيف تريدنا ان نعلن عن اعتراضنا على عدم وجود تكييف في المسرح الوطني؟ هل تعتقد ان القائمين على وزارة الثقافة او المسؤولين في الحكومة لا يعلمون ان هذا الصرح العريق منذ عشر سنوات ليس فيه تبريد؟ والعديد من فعالياتهم تقام والكثير من رموزهم يحضرون؟ اعتقد ان الامر فيه فساد كبير ومتفق عليه والا اليس هنالك من يتابع ويسأل اين تذهب المليارات التي ترصد للترميم والاعمار، خلينا ساكتين، فهل تريد ان تورطنا بمشاكل مع الادارة!!!. اما الصحافي في مجلة (الشبكة العراقية ) حيدر النعيمي فقال: انا استغرب ان تبلغ درجة حرارة المسرح الوطني 40 درجة مئوية على الرغم من ان العام الماضي قامت دائرة السينما والمسرح بالاعلان عن اعماره بالكامل من قبل شركة تركية واشرف عليها مدير المسرح الوطني جبار جودي وباشراف الدكتور شفيق المهدي المدير العام السابق لدائرة السينما والمسرح، اكتشفنا بعد حين ان لا وجود لاي شركة تركية ولم يكن هنالك أي تحسن في التبريد المركزي ولا في المرافق الداخلية، وما كان مجرد ترميمات وطلاءات تخدع الناظر، القشور تلمع اما البواطن فكلها كذبة كبيرة، والدليل عندما هطلت الامطار بغزارة في الشتاء الماضي كان لخشبة المسرح نصيب فيها والدليل لن أي شخص يدخل مبنى المسرح الوطني سيلاقي هناك اجهزة تبريد صغيرة (سبلت) توضع في الصالات الصغيرة،وضعت اربعة اجهزة منها لقاعة المسرح التي تتسع لاكثر من 900 شخصا وهي لا تكفي لتبريد ربع القاعة الواسعة. واضاف: خجلت وانا احضر فعاليات الوفد السوري الذي اقيمت قبل ايام في المسرح الوطني اسبوع الثقافة السورية في بغداد عاصمة الثقافة العربية، حيث كان الجميع يستخدم الورق المقوى من شدة الحر، حتى ان بعضهم اخبرني شخصيا ان الكثير منهم اصيب بالاعياء والصداع من جراء هذا الحر الشديد، لذلك نطالب المدير العام الجديد، ان كان سطمح فعلا للارتقاء بالمسرح، ان يسعى الى اعادة تشغيل اجهزة التبريد بعد ان اصبح حارا بفعل الشركات التركية الوهمية. من جانبه قال المصور الصحافي صفاء علوان: حضرت قبل ايام احتفالية عيد السينما العراقية سمعنا بانطلاق مبادرتين تخص السينما والفن والمسرح من قبل السؤولين في دائرة السينما والمسرح، طلبي بسيط جدا وهو اطلاق مباردة لتحسين التهوية والتبريد في هذا المسرح العريق، فلا يمكن ولا يعقل ولا يصدق ان تقام عروض مسرحية او سينمائية او فنية في مكان حار جدا، لانه لا يمكن الاستمتاع او المشاهد لفيلم او عرض مسرحي بدرجة حرارة تقارب الاربعين. وحين سألنا مسؤولا في الدائرة،اشترط عدم ذكر اسمه للحديث، فقال: كانت هناك تخصيصات من اجل اعادة تشغيل اجهزة التكييف في المسرح بشكل عام وليس صالة العرض فقط، وهي من ضن حملة اعمار المسرح، هذا الكلام اعرفه قبل اكثر من سنة، وذهبت وفود الى تركيا للتعاقد مع شركات تركية لهذا الغرض ولكنهم عادوا وهم يحملون اجهزة لا تصلح او (ما ترهم)، وسمعت ان القضية لم يتطرق اليها احد بعد ذلك، وعندما جاء المدير العام الجديد نوفل ابو رغيف حاول ان يجد حلا شاملا ولكن لا توجد كما يبدو تخصيصات مالية فاضطر الى ان وضع اربعة سبالت في الصالة في محاولة منه لتبريد الصالة ولكننها لا تنفع كثيرا.