أ.د. سالم بن أحمد سحاب مايكروسوفت عملاق التقنية الحديثة تمر بفترة مخاض إداري يُعد الأهم في هذا العقد بالنظر إلى حجم المنافسة الهائل الذي تصبه عليها صبا المنافستان العملاقتان جوجل وأبل، وكلاهما أمريكيتان الأصل والمنشأ والولادة. استراتيجية العملاقة ميكروسوفت بحسب تصريح رئيسها التنفيذي ستيف بولمار (يوم الجمعة الماضية) تدور حول وجودها كشركة واحدة لا باعتبارها مجموعة من الوحدات الاستراتيجية المختلفة. أما المنطلق الجوهري لهذا التوجه الجديد، فهو وضع ميكروسوفت في موقع الكيان التجاري الذي يقدم (أجهزة وخدمات)، وليس مجرد برمجيات. أما السبب لإعادة ترتيب البيت من الداخل فهو نزيف نصيب مايكروسوفت من سوق الرسوم التي تتقاضاها نظير التراخيص التي تمنحها للشركات الأخرى لاستخدام برمجياتها المرتبطة بأنظمة التشغيل التي تدير عشرات الملايين من أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة. النزيف مستمر لأن الآخرين يقدمون باستمرار بدائل لمنتجات ميكروسوفت التي احتكرت السوق لفترات طويلة. بيت القصيد هنا أن العملاق يتثاءب لكنه لا ينام. وكذلك حال كل المؤسسات اليقظة حتى لو كانت صغيرة في حجمها متواضعة في منتجاتها أو خدماتها. ميكروسوفت تحاول اليوم غزو منافسيها في عقر دارهم كما هم يفعلون. اليوم تنتج ميكروسوفت سلسلة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة المتفوقة تصميما وتشغيلا، ولتحد من استحواذ أبل على شريحة واسعة من هذه السوق. وكذلك تسوق مايكروسوفت لمجموعة من الهواتف الذكية التي ستنافس آي فون وسامسونج وغيرهما بغية اقتطاع جزء من الكيكة الكبيرة البالغة عشرات المليارات من الدولارات سنويا. وعندما يحتدم التنافس يكسب المستهلك، إذ في النهاية يظفر بمنتج أجود وسعر أقل، لكن شريطة أن تتوفر الحماية القانونية التي تدفع في اتجاه تنافس منضبط مفتوح، لا كما يحدث في بعض دول العالم الثالث حيث يظل التنافس مقولب بغطاء احتكاري لا يدفع في اتجاه تخفيض الأسعار بل في اتجاه ارتفاعها. ولعل من أشد الأمثلة وضوحا في هذا الباب ما تفرضه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في بلادنا من حد أدنى لسعر دقيقة الاتصال بالجوال ليكون شعار هذه الخدمة (أن تكسب أكثر..). ولعّل احتكار الوكالات العالمية التجارية مثال آخر على التنافس المفقود في عالمنا المشهود. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain