زار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس، مخيم الزعتري الذي يؤوي أكثر من 150 ألف لاجئ سوري شمال الأردن للاطلاع عن قرب على مأساتهم، كما ذكرت صحافية من وكالة الأنباء الفرنسية. وفي البداية حلقت طائرة مروحية أقلت كيري من عمان فوق المخيم (85 كلم شمال شرق عمان) في جولة شاهد خلالها آلاف الخيام والبيوت المتنقلة في الصحراء على بعد نحو 20 كلم من الحدود السورية. وقال كيري إن زيارته للمخيم أطلعته عن قرب على «حجم المعاناة الإنسانية»، معتبرًا أن حواره مع عدد من اللاجئين والمسؤولين في المخيم «لا يمكن نسيانه». ميدانيّاً، أفاد مصدر أمني لبناني أن مروحية تابعة للجيش السوري النظامي نفذت غارة فجر الخميس على منطقة في شرق لبنان قريبة من الحدود السورية في البقاع بشرق لبنان. وقال المسؤول في أجهزة الأمن إن «مروحية عسكرية انتهكت المجال الجوي اللبناني وألقت 4 صواريخ على محيط بلدة عرسال انفجر اثنان منها وتسببا بأضرار». وأفاد أنه لم يتم تسجيل أي إصابات. وسبق أن تعرضت عرسال البلدة ذات الغالبية السنية المؤيدة للمعارضة السورية والتي لها حدود طويلة مع سوريا، لقصف من مروحيات للجيش السوري. فيما قتل 29 شخصًا من المقاتلين الجهاديين والأكراد في المعارك الدائرة بين الطرفين منذ يومين في سوريا، والتي أدت إلى طرد الأكراد لعناصر إسلاميين متشددين من مدينة حدودية مع تركيا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الخميس. وقال المرصد في بريد إلكتروني (تلقت فرانس برس نسخة منه) «قتل 19 مقاتلًا على الأقل من جبهة النصرة (الإسلامية المتطرفة)، و10 مقاتلين أكراد منذ أول أمس (الثلاثاء)، في الاشتباكات العنيفة المستمرة في محافظة الحسكة» النفطية في شمال سوريا. وكان المقاتلون الأكراد التابعون لحزب الاتحاد الديموقراطي تمكنوا الأربعاء من طرد مقاتلي النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطتين بتنظيم القاعدة، من مدينة رأس العين الحدودية. ونقل ناشطون في رأس العين عن سكان امتعاضهم من تصرفات جبهة النصرة والدولة الاسلامية إزاء السكان، لا سيما منذ بدء شهر رمضان، إذ يمارسون ضغوطًا كبيرة عليهم ليلتزموا بالصوم، ويعترضوا النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب، ويتشددوا في تطبيق الشريعة الاسلامية، فيما «العادات والتقاليد السورية مختلفة». وقام الجهاديون بالرد على طردهم من المدينة الواقعة في غرب الحسكة، بقصفها بالصواريخ المحلية الصنع. كما شن مقاتلو النصرة والدولة الإسلامية هجمات على حواجز للمقاتلين الأكراد الخميس في بلدتي تل عرو وكرهول. من جهتهم، سيطر المقاتلون الأكراد على أجزاء من منطقة السويدية التي تضم آبارًا للنفط في محافظة الحسكة. وتأتي هذه الاشتباكات وسط تصاعد التوتر بين الجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والمقاتلين الجهاديين المنتمين إلى النصرة والدولة الاسلامية. المزيد من الصور :