سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطة المحلية تكنس البسطات من الشوارع بحملة أمنية بعد ابتزازهم من قبل مسلحين..: تعز تلتهب.. قتلى وجرحى في اشتباكات متفرقة والعصابات المسلحة تتعربد وسط المدينة
السلطة المحلية تكنس البسطات من الشوارع بحملة أمنية بعد ابتزازهم من قبل مسلحين.. تعز تلتهب.. قتلى وجرحى في اشتباكات متفرقة والعصابات المسلحة تتعربد وسط المدينة الأربعاء 24 يوليو-تموز 2013 الساعة 05 مساءً أخبار اليوم/ خاص أقدمت عصابة مسلحة, فجر أمس, على اغتيال أحد المواطنين بمديرية التعزية, في الوقت الذي تجددت فيه الاشتباكات في مديرية صبر, والتي أسفرت عن مقتل مواطن وإصابة آخرين, كما صحب ذلك اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية وعناصر مسلحة في شارعي التحرير الأعلى و26 سبتمبر. ويأتي مقتل مدير الإنتاج في شركة البحر الأحمر للمنظفات/ جميل محمد سعيد العبداني, إثر قيام مسلحين يستقلون دراجة نارية باعتراضه في أحد المطبات في منطقة الدقدوق بالتعزية, وبمجرد تهدئته للسرعة السيارة أطلقوا عليه وابلاً من الرصاص, ما أدى إلى وفاته قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار. وأوضح مصدر أمني بمديرية التعزية أن العصابات المسلحة تنتشر بالمنطقة بشكل كبير وتمارس العديد من الجرائم في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية والسلطات المحلية عن المديرية. وفي أول ردة فعل للمنشأة التي يعمل فيها المجني عليه, فقد أكد مدير تسويق الشركة/ أحمد عبده صالح توقف المصنع لمدة ثلاثة أيام, ليس احتجاجاً على مقتل زميلهم وحسب, وإنما أيضاً احتجاجاً على الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة نتيجة انتشار المسلحين دون قوانين رادعة وضوابط أمنية. وفي ذات السياق, وفي وقت متأخر من مساء أمس, أكد مصدر أمني بمحافظة تعز أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على 3 من المتورطين الرئيسين في مقتل المواطن/ جميل محمد سعيد. وطبقاً للمصدر الأمني فإن الأجهزة الأمنية تواصل تعقب بقية الجناة لتقديمهم للعدالة, وإن القضية رهن التحقيق لاستكمال الإجراءات القانونية, وإنها لن تتهاون مع كل من يسعى إلى النيل من أمن واستقرار المواطنين وردع كل الخارجين عن النظام والقانون. من جانب آخر تجددت الاشتباكات المسلحة بين قريتي قراضة والمرزُح بمديرية صبر, مما أدى إلى سقوط قتيل وجرح عدد آخرين.. وتجددت الاشتباكات مع حلول شهر رمضان المبارك, حيث يشهد كل يوم عملية تبادل إطلاق النار بين الأهالي, مما أدى إلى سقوط جرحى من كلا الطرفين, وصولاً إلى سقوط أحد المواطن شهيداً في الساعات الأولى من صباح أمس. وترجع أسباب الاشتباكات بين الأهالي إلى خلاف حول بئر ماء اندلع قبل أكثر من عشر سنوات وذهب ضحيته عشرات القتلى وأعداد مضاعفة من الجرحى, وكلما توصلت السلطة المحلية إلى صلح بين الطرفين سرعان ما يتم نقضه وكل طرف يحمل الآخر المسئولية. وفي هذا السياق اعتبرت عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية بمحافظة تعز أن تصاعد الأحداث الأمنية في ظل تقاعس السلطة المحلية بالمحافظة والأجهزة الأمنية يأتي في سياق تطبيع رسمي لأبناء تعز على مثل هذه الأحداث في ظل الحديث عن نجاحات المحافظ شوقي هائل. إلى ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة في شارعي التحرير الأعلى و26 سبتمبر بين اللجنة الأمنية ومسلحين في هذه الأماكن, إثر قيام السلطة المحلية بإزالة البسطات للباعة المتجولين في هذه الشوارع. وأكد شهود عيان أن من حمل السلاح ضد اللجنة الأمنية ممن يقومون بجمع الإتاوات من أصحاب البسطات من هذه الشوارع وبعض أصحاب البساطات, وصحب ذلك قيامهم بالاعتداء على بعض الممتلكات العامة والخاصة. وكانت اللجنة الأمنية أصدرت بلاغاً صحفياً قالت فيه" إنه ونظراً للعشوائية المتزايدة في الشوارع الرئيسية بالمدينة وازدحام حركة المارة وشكاوى المواطنين من تفشي حالات السرقات والمعاكسات وتزايد ارتكاب الجريمة وانتشار ظاهرة حمل السلاح من قبل الخارجين عن النظام والقانون- بدأت الأجهزة الأمنية فجر اليوم (أمس) تنفيذ حملة أمنية لإزالة العشوائيات ورفع البسطات والباعة المتجولين من الشوارع الرئيسية ونقلهم إلى الشوارع الفرعية لتسهيل انسياب حركة المرور والباعة المتجولين وبما يضمن لهم العمل بسهولة ويسر".. منوهة إلى أن هذه الإجراء يأتي عقب البلاغات المتواصلة لأصحاب البسطات والباعة المتجولين للانتقال إلى الشوارع الفرعية والأماكن البديلة. وأَكدت في البلاغ الصحفي الصادر عنها استمرار الحملة, مهيبة بجميع المواطنين التعاون مع الجهات المختصة في الالتزام بالنظام والقانون, وإبراز الوجه المشرق والحضاري للمدينة, مؤكدة بأنها لن تسمح بقطع الشوارع أو تعطيل مصالح المواطنين من قبل بعض ضعفاء النفوس التي تضررت مصالحهم, وكانوا يقومون بابتزاز أصحاب البسطات والباعة المتجولين وأنها ستتعامل بحزم وقوة ضد الخارجين عن النظام والقانون وفقاً لواجباتها القانونية. من جانبهم الباعة المتجولون أبدوا سخطهم من تصرفات السلطة المحلية وملاحقتهم بالأطقم العسكرية, إضافة إلى قيامها بإزالة ممتلكاتهم بواسطة الغرافات, مما زاد من معاناتهم نتيجة الخسائر التي تعرضوا لها جراء هذا التصرف. وطبقاً للباعة فإنهم يتعرضون كل يوم للابتزاز من قبل المسلحين من خلال فرض مبالغ مالية عليهم تدفع مقابل "عرصة", وبدلاً من تحميهم الدولة أقدمت على قطع أرزاقهم بطريقة لم يعتادوا عليها منذ عدة سنوات, حيث اعتادوا البيع في هذه الأماكن في كل من رمضان من خلال استدانة البضائع من تجار الجملة وإعادتها بعد ذلك, مما يخفف من معاناة أسرهم نتيجة الظروف المالية الصعبة التي يمرون بها طوال العام. وأكد الباعة المتجولون أن موسم رمضان يعد فرصة لهم للاسترزاق في هذه الأماكن, مطالبين المحافظ/ شوقي هائل بالسماح لهم بإكمال ما تبقى من شهر رمضان وعدم عودتهم إلى ذات المكان خاصة وقد سمح لهم بمزاولة عملهم بذات المكان مع حلول شهر رمضان, مما يصعب عملية نقلهم إلى مكان آخر. وتمنى المغلوبون على أمرهم على السلطتين المحلية والأمنية توفير أطقمها العسكرية لملاحقة المظاهر المسلحة وإنهاء عمليات التقطع والسلب الذي تعيشه مدينة تعز, بدلاً من استعراض القوى أمام المواطن الضعيف الذي يظل ينتظر رمضان لعام كامل. من جانبها وقفت أحزاب اللقاء المشترك على الأحداث التي وصفتها بالمؤسفة, في بيان صادر عنها, والتي جرت أمس في المدينة, من قطع للطريق وتحطيم ممتلكات عامة, وأثارت الفوضى من قبل أصحاب البسطات من البسطاء الذين يعتبرونها مصدر رزقهم الوحيد. وطالب المشترك بتحقيق المظهر العام وإبعاد التكدس في الشارع العام, بما يعطي بديلاً مقبولاً لأصحاب البسطات الذين يعتبرونها مصدر رزقهم, وبما ويفوت الفرصة على المستغلين من دعاة الفوضى. ورأت أحزاب المشترك أن هذه الإجراءات تشير إلى أن السلطات المحلية افتقدت إلى الحكمة في تعاملها مع أصحاب البسطات, وأن تلك الإجراءات جاءت في توقيت خاطئ, مما أدى إلى خلق توتر في الشارع وبصورة أتاحت المجال لأطراف متربصة للانتقام وإشاعة الفوضى, مستغلة حاجة الناس والتصرف القاصر من السلطات التي تتحمل النتائج, ومدعوة لسرعة تلافيها بدلاً من المضي في مزيد من الإجراءات الغير مسؤولة.