خلال فترة حكم محمد مرسي لمصر ردد رموز حزب العدالة والحرية ومنظرو الاخوان كلمة الحق ان الله تعالى يؤتى الملك من يشاء في إشارة الى محمد مرسي وينزع الملك ممن يشاء في إشارة الى الرئيس السابق محمد حسني مبارك ، ولا اعتراض على قول الحق سبحانه وتعالى ولكن الاخوان ومرشدهم ومنظريهم عميت ابصارهم عندما دارت عليهم الدائرة وتبدلت الاحوال واختلت موازين القوى فلم نجد منهم من يردد ان الله سبحانه وتعالى هو مدبر الكون وقادر على كل شيء هو من نزع الملك من محمد مرسي وهو من سبب الاسباب وليس لاحد حول ولا قوة فلله حكمة في ذلك ، وعلى من آمن بالآية الكريمة ومضمونها في نزع الملك من حسني كان عليه لزاما الايمان بنزع الملك من مرسي ، وللاسف الشديد لم يقرأ الاخوان ممثلين في جناحهم السياسي حزب الحرية والعدالة خلال فترة حكمهم مصر تلك اللعبة السياسية ويبدو ان ساسة الحزب لم يقرأوا التاريخ جيدا ولم يضعوا التصور الصحيح لمستقبل مصر كان ذلك جليا في خطابات الرئيس المعزول محمد مرسي التي لم تكن تسمن ولا تغني من جوع كان حديثه للشعب كلاما مرسلا لا يلامس هموم مواطنيه وشعبه ، حتى في خطابه الاخير والذي استمر اكثر من ساعتين كان مليئا بالشتائم والاقصاء ، شتم من خلال خطابه من رأس الدولة في القضاء حتى فني الكهرباء ، فسياسة كتلك حتما سيكون الفشل حليفها ، وعلى مرشد الاخوان ومنظريهم توجيه خطاباتهم لمناصريهم من العامة للعودة الى مساكنهم ، وجعلهم معاول بناء في الوطن الكبير .. مصر .. ولا يخفى على احد ان السواد الاعظم ممن يدعون مناصرتهم للرئيس المعزول هم من العامة والطبقة الكادحة الاقل تعليماً ،، يستغلهم بعض اصحاب التوجهات السياسية من الاخوان ، استغلوهم وصنعوا منهم جموعا تابعة ، يداعبون مشاعرهم في ( رابعة العدوية ) بخطابات ممجوجة ، صوروا من خلال تلك الخطب ان رئيسهم المعزول هو حامل راية الاسلام ومجدد الدين بل هو الاسلام فإن عزل ضاع الاسلام هكذا يرددون ولكن السنة الكونية تقول ان الاسلام باق الى يوم الدين لا يموت بموت احد ولا يتلاشى بعزل رئيس ، أولئك الخطباء في رابعة العدوية جعلوا من الدم لغة للحوار ، فهل جزعوا من قضاء الله وحكمه ؟ وعلى أولئك المتشدقين ان يتركوا أبواقهم المنادية بالفتنة وشق الصف ويتجهوا للانخراط في العملية السياسية بمصر فيد الحكومة المؤقتة ممدودة للجميع بحسب رئيسها المؤقت وتقف على مسافة واحده من كل الأطياف والأحزاب ، جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة خسروا كل شيء ، ويرى بعض المحللين ان الإخوان أفشلوا مشروع الربيع العربي في باقي بلدانه ، ان كان الإخوان يرون ظلما وقع بهم فعليهم اللجوء الى الله وتحكيم العقل والبعد عن العنف فهم اكثر ما يردد مفردات التعقل والحكمة ، ، واخيرا يندى الجبين ويأسف المرء ان شعب ارض الكنانة أضحى مشغولا في نفسه ، واستقرار المنطقة عامة مرهون باستقرار مصر فاستقرارها ووضع سياستها على المسار الصحيح يعني أشياء كثيرة ، لعل اهم تلك الأشياء توازن القوى السياسية في منطقة الشرق الأوسط ، ولا يخفى ما لمصر من ثقل سياسي عالمي . ياسر احمد اليوبي - مستورة