أيام معدودات هو شهر الخير والبركات .. فبالأمسِ القريب كُنا نُهنِئُ بعضنا بقدومه ، واليوم بدأ يلملم حاجاته ليُودِعنا ويُودِعنا لأعمالِنا التي عملناها فيه ، فشاهدٌ لنا أو علينا. ومما اختص به شهر رمضان بأن لياليه العشر الأخيرة من أفضل الليالي ، وفيها ليلة القدر وهي خيرٌ من ألف شهر من حرمها فقد حُرم الخير كله ، ولا يُحرم خيرها إلا محروم كما ثبت عن ابن ماجه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر وكان عليه الصلاة والسلام يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها قال ابن حجر : « وفي الحديث الحرص على مداومة القيام في العُشر الأخير، إشارة إلى الحث على تجويد الخاتمة « . فمن قصرت به همته لإدراك فضائل هذا الشهر الكريم فليبادر في هذه العشر فإنما العبرة بالخواتيم . وقد سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم : « أرأيت إن وافقت ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : « قولي اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني « رواه الترمذي جعلني الله وإياكم من المدركين لهذه الليلة المباركة ، الفائزين بشهر رمضان ، نسأل الله القبول . أمل عبدالله القضيبي - الرياض