محمد الفقي - القاهرة لا يزال المشهد السياسي المصري يشهد حالة من الارتباك، خاصة مع حوادث القتل التي يشهدها الشارع المصري، إلاَّ أن كافة الوساطات للوصول لحل للأزمة الحالية، وجود عدد من المبادرات، إلاَّ أن أيًّا منها لم ترَ النور حتى الآن، مع تمسك كافة الأطراف بمواقفهم. وطرح المرشح الرئاسي السابق محمد سليم العوا مبادرة، قبل نحو يومين، لحل الأزمة، وتتضمن أبرز بنودها، تفويض الرئيس المعزول محمد مرسي صلاحياته لحكومة جديدة، وإجراء انتخابات مجلس النواب خلال 60 يومًا، وإجراء تعديلات على الدستور، مع الأخذ في الاعتبار أن المبادرة قابلة بنودها للزيادة. إلاَّ أنَّ القوى السياسية لا تزال منقسمة على نفسها، فجبهة الإنقاذ ترى استحالة تنفيذ تلك المبادرة، بينما ثمّنت قوى وأحزاب إسلامية المبادرة، واعتبارها أساسًا للحوار والخروج من الأزمة. وقال القيادى بجبهة الإنقاذ حسام الخولى، إن مبادرة العوا وعدد من الشخصيات العامة، ليس محلها الآن، نظرًا لأن صفحة الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته انتهت بلا رجعة. وأضاف الخولي ل»المدينة»، إن تل المبادرات لا يمكن أن تساعد في حل الأزمة، ولا يمكن عودة مرسي لأنه متّهم بقضايا تتعلّق بالتخابر والهروب من السجن، وهي قضايا تنظر فيها النيابة، مشيرًا إلى أن الملايين التي نزلت الشوارع قالت كلمتها بعزل مرسي وجماعته شعبيًّا. ولفت الخولي، أن المصالحة الوطنية لابد أن تتأسس على قبول جماعة الإخوان المسلمين للواقع، والاستماع لصوت الملايين التي نزلت إلى الشارع، متابعًا سيتم البحث في بنود المبادرة داخل جبهة الإنقاذ، وإن كانت مرفوضة من حيث المبدأ. فيما رحبت قوى وأحزاب إسلامية بمبادرة العوا، واعتبرتها صالحة كأساس للحوار وحل الأزمة، وثمن أحزب النور والوطن والبناء والتنمية المبادرة، فيما لا تزال جماعة الإخوان المسلمين، لم تحدد موقفها بعد من المبادرة، وربطت قبولها ببنودها بقبول التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب لها، عقب التشاور. بينما يشهد التيار الإسلامي هو الآخر حالة من الانقسام حول مبادرة العوا، فترى قيادات أنه لا مجال للحديث عن أي مبادرات خلال الفترة الحالية مع سقوط ضحايا ومصابين خلال الفترة الماضية، آخرها أحداث المنصة التي راح ضحيتها العشرات، ومئات المصابين. وقال القيادي بحزب الراية «تحت التأسيس»، والذي يتزعمه المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية السابقة حازم صلاح أبوإسماعيل، إن الحديث عن مبادرات الآن نوع من الترف غير المجدي، نظرًا لما اسماه «استهداف التيار الإسلامي ومؤيدي الشرعية في الشوارع من قبل قوات الجيش والشرطة والبلطجية». من جانبه قال القيادى بحزب النور»السلفى»، خالد علم الدين، إن مبادرة العوا جيدة، ويمكن أن تسهم في حل الأزمة الحالية، وتعتبر أساسًا للحوار حول بنودها بما يقبل الزيادة على بنودها. ولفت علم الدين ل»المدينة»، أن الأزمة الحالية لن تحل إلاَّ بالحوار بين كافة الأطراف، مشيرًا إلى ضرورة تقديم كافة الأطراف تنازلات لمصلحة مصر، وليس لمصلحة تيار أو فصيل.