شدد خبراء سياسيون مصريون، على أن جماعة الإخوان المسلمين استغلت الدين لتحقيق غايتها الأساسية، وهي الاستحواذ على السلطة في مصر، وفشلت في الحكم بعد أن أدرك المصريون أنها في ممارستها للسلطة لا تقترب من الدين في شيء وإنما على العكس تمامًا. وقالوا ل»المدينة» إن جماعة الإخوان «جماعة هشة وكانت تعيش دائمًا في الظلام، باعتبارها كانت جماعة محظورة، وبمجرد أن خرجت إلى النور وبدأت فى ممارسة السياسة علنًا فشلت فشلاً ذريعًا، لأنها فى الأساس جماعة مغلقة على نفسها، وتمارس تنظيمها وأيدلوجيتها في إطار الجماعة فقط، ولم تستطع الجماعة أن تمارس السياسة، أو تنجح في إقناع المصريين بأيدلوجيتها لأنها فاشلة». متوقعين أن يكون دور تيار الإسلام السياسي في مصر انتهى تمامًا، خاصة مع ظهور ثقافة جديدة نتيجة الثورات المتتالية داخل المجتمع المصري، وتبين للجميع أنه لابد من فصل الدين عن السياسة. ووصف الخبراء والسياسيون تجربة حكم الإخوان المسلمين ب»الفشل المغرور». وقالوا «ليس عيبًا أن تفشل في أي تجربة، وإنما أن نتمادى في تبرير الفشل، ناهيك أن تبرره بالدين، فهو أخطر أنواع استغلال الدين، وهو ما فعلته ولا تزال تفعله جماعة الإخوان المسلمين حيث تستغل الدين في تبرير فشلها». بداية، قال الدكتور عبدالله المغازي المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد وعضو جبهة الإنقاذ، إن «جماعة الإخوان استغلت الدين لتحقيق غايتها الأساسية، وهى الاستحواذ على السلطة في مصر». مشيرًا إلى أن «الجماعة عندما قدمت نفسها منذ البداية قالت إنها جماعة دعوية، وليس لها علاقة بالسياسة، وإنما فقط تهدف إلى خدمة الدين والمجتمع ولم تتحدث عن السياسة». وأضاف المغازي في تصريحات خاصة ل»المدينة» إن «الإخوان منذ الوهلة الأولى وهي تريد القفز على السلطة، واتخذت من الدين سبيلًا لتحقيق ذلك، فهي تعلم أن الدين هو الطريق الطبيعي للوصول إلى قلوب المصريين والاستحواذ عليهم». وتابع «من اللحظة الأولى التي بدأت فيها الجماعة ممارسة السياسة والوصول إلى حكم مصر، بقيادة الرئيس المعزول محمد مرسي، تأكد للجميع أنها لا تهدف لخدمة الدين على الإطلاق كما تدّعي على مدار تاريخها منذ نشأتها على يد حسن البنا، وتليه بعد ذلك مشكلتها مع حزب الوفد، وأيضًا في ثورة يوليو وهكذا على مر التاريخ فهى تصطدم فى كل المراحل مع سدة الحكم». واستطرد المغازي «الجماعة فشلت في حكم مصر، بعد أن أدرك المصريون أنها في ممارستها للسلطة لا تقترب من الدين في شيء، وإنما على العكس تمامًا، فالإسلام يقول وأمرهم شورى بينهم، بينما هم يريدون الاستئثار بالحكم منفردين، كما أن الدين صدق بينما هم كاذبون دائمًا، فالدين يأمرنا بالوفاء بالوعود والعهود بينما هم ينقضون العهود، وبالتالي عرف المصريون أنهم جماعة لا علاقة لها بالدين، وإنما اتخذت من الدين مجرد ستار يتخفون وراءه، بينما هدفهم الأول والأخير هو الحكم في مصر». من جهتها، قالت الدكتورة هدى راغب استاذ العلوم السياسية بجامعة مصر الدولية، إن «جماعة الإخوان جماعة هشة وكانت تعيش دائمًا في الظلام باعتبارها كانت جماعة محظورة في مصر، وبمجرد أن خرجت إلى النور وبدأت ممارسة السياسة علنًا فشلت، لأنها في الأساس جماعة مغلقة على نفسها، وتمارس تنظيمها وأيدلوجيتها في إطار الجماعة فقط». وحول مصير الجماعة وما إذا كانت قد انتهت إلى ما لا نهاية قالت راغب «الإخوان المسلمين انتهت كإسلام سياسي، ولكنها لم تنتهِ كجماعة لها فكر دعوي». مشيرةً إلى أن «تيار الإسلام السياسي انتهى في مصر خاصة مع ظهور ثقافة جديدة نتيجة الثورات المتتالية داخل المجتمع المصري، وتبين للجميع أنه لا بد من فصل الدين عن السياسة، فلا يمكن أن يتم استخدام الدين واستغلاله من أجل مصلحة معينة». من جانبه، وصف الدكتور محمد الخولي خبير الإعلام والسياسة الدولية، تجربة حكم الإخوان المسلمين ب»الفشل المغرور»، وقال الخولي «ليس عيبًا أن تفشل في أي تجربة وإنما أن نتمادى في تبرير الفشل». وأضاف «رغم انتخاب الرئيس المعزول مرسي، إلاّ أنه لم يتصرف كرئيس مصري منتخب ومن شعبه، وإنما تصرف من منطلق الجماعة، فكانت إدارته بأسلوب التشكيل العصابي، وبالتالى كان يقصر الامتيازات والتعيينات والمشاورة على أعضاء الجماعة فقط، أو على الأقل من المتعاطفين معها، وهو ما أسقطه وجعل الشعب المصري يرفض فترة حكمه ويخرج هاتفًا: يسقط يسقط حكم المرشد». وأضاف الخولي «الرئيس المعزول تسبب بحدوث فقر دم في إدارته، بسبب ممارساته التى أساءت إلى مصر». ضاربًا المثل بالسياحة المصرية التي «كانت مزدهرة خلال الأعوام الماضية، ولكن قيام مرسي بالسماح بالإنفلات الأمنى إلى جانب الاعتداءات اللفظية والسلوكية على المعالم السياحية فى مصر، تحت شعار الدين مثل الفتوى بتحطيم التماثيل أو تغطيتها، كل هذا أساء إلى سمعة مصر السياحية وجعلها تتراجع كثيرًا على الخريطة السياحية فى العالم، ممّا أدّى إلى حرمان الخزانة القومية للدولة مبالغ طائلة من العملة الصعبة التى كانت تدرها السياحة». بدوره، قال فريد حجاج الخبير الإستراتيجى إن «جماعة الاخوان للاسف تغطوا بأعظم دين فى العالم وهو الدين الاسلامى، لكنهم أساءوا إليه». وأضاف حجاج «ديننا يقول :»وما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالمين»، كما يقول «لا إكراه فى الدين»، وبالرغم من ذلك فإن نظام الرئيس المعزول محمد مرسي أساء استخدام الدين وحكم بطريقة مستبدة، رفضها الشعب المصري كله كما كشف حقيقة جماعة الإخوان التي تتشدق بالدين بينما هم أشد البعد عن تعاليم ديننا الحنيف.