في خضم السباق المحموم لكم هائل من البرامج والأعمال الدرامية الرمضانية، التي تتصارع على جذب اهتمام المشاهد وتناقش قضايا وهموم المجتمع نرى قلة الإنتاج الدرامي الموجة للطفل، الذي أصبح في ذيل القائمة المستهدفة من قبل القنوات الفضائية العربية. وفي السابق، كانت المسلسلات والبرامج المقدمة للأطفال في فترة التسعينيات تحتل صدارة الأعمال في رمضان، حيث كانت القنوات التلفزيونية والإذاعية تهتم بصورة رئيسة ببرامج الأطفال والذاكرة مازالت تحتفظ بالكثير من الأعمال الخليجية والمصرية من مسلسلات كرتونية وبرامج تثقيفية وترفيهية وفوازير وأغانٍ منها (افتح يا سمسم)، وحكايات (بابا فرحان) ومسلسل (أبو مشعاب)، الذي قدمه الثلاثي عبدالله السدحان، وناصر القصبي، وراشد الشمراني، و(بوجي وطمطم) وغيرها الكثير من الأعمال، التي حظيت بالنجاح بالشهرة الواسعة، وكانت محل اهتمام الصغار والكبار. وبرزت في السنوات الأخيرة محاولات لتقديم إنتاج درامي للطفل في رمضان من خلال عدد من المسلسلات الكرتونية السعودية مثل مسلسلات (المصاقيل) و(شوربة وخل) و(صرقعة) و(يوميات مناحي) ومسلسل (مسامير)، الذي يعرض هذا العام على القناة السعودية الأولى بدلاً من شاشة اليوتيوب إلا أن هذه المحاولات لم تستهدف الطفل وعقليته في المقام الأول بل ركزت على قضايا الكبار واتخذت منحى النقد الساخر للمجتمع. أما بالنسبة للقنوات المخصصة للأطفال، وعلى الرغم من ضخامة الإنتاج العربي إلا أننا نلمس ندرة في الإنتاج الدرامي للطفل وقصورًا شديدًا في البرامج الهادفة، وذلك يرجع لعدة أسباب منها البحث عن الربح المادي من قبل المنتجين دون النظر إلى رغبات وحاجات الطفل والاهتمام بوعيه وثقافته، الأمر الذي يستلزم إعادة النظر في إنتاج الكارتون للطفل. جدير بالذكر أن الفنان يحيى الفخراني يقدم هذا العام المسلسل الكرتوني (قصص النساء فى القرآن)، وقد بدأ هذه السلسلة فى رمضان مُنذ عامين ب(قصص الحيوان فى القرآن)عام 2011، واستكملها بمسلسل (قصص الإنسان فى القرآن) العام الماضي.