السبت 03 أغسطس 2013 04:55 مساءً إذن،هذه مصر التي حمل روادها بعضاً من نارها وبارودها ليقلعوا عين المحتل الانجليزي ،واستطاعوا ان يحرقوا اسطورته التي لاتقهر،هذه مصر التي مجرد ان سمعت بصيحات الجنوبين هبت وانتفضت،فلم تهدأ حتى نلنا استقلالنا،هذه مصر عمقنا الاستراتيجي،وأمنا الأبدية، هذه مصر التي لا تزال تقاوم وبقوة،كل من يحاول تقزيمها ،هذه مصر تقف في كبد ليل المؤامرات الطويل،إلهاً حارسا للشعب العربي،تحميه من غدر لصوص الليل ومكائدهم وفخاخهم....هذه هي مصر ، هكذا كان الجنوب ومصر وهكذا سيظلان...الأنشودة نفسها والمشهد ذاته.... مايهمنا نحن كجنوبيين هو بقاء مصر قوية،لانريد ان تصبح في خاطرنا لوحة ميتة مثبتة في نوافذ المقاهي،بعد ان كانت امتدادا تاريخيا لعروبتنا ومجدنا،لا نريدها أن تصير في أذهاننا مجرد إعلان عن منتجع سياحي يظم مسبحاً وباراً وغواني...لا نريدهم أن يشعروا كما نشعر نحن الجنوبين وكأننا خارج الزمان والمكان،مرميين فوق شباك المجهول،نمتطي كما لو كنا صواريخ تطير بنا عبر العصور،عبر المحيط،حتى نزداد اقترابا من وطننا،ومن الحقيقة المنسية في اعماقنا"حقيقة الوطن المسلوب"،لانريدهم أن ياتي يوم وتسألهم مصر،نفس السؤال الذي يسالنا وطننا دائما بالحاح:لماذا تركتموني أرحل؟ياوطني:هنا لازمان،ولا عصر...لا كوكب محدداً،يمكن ان تعود هذا العام،أو بعد الف عام.... قبل أن نحشر أنوفنا في معترك السياسة المصرية،وطرح الاراء حول مايجري في مصر،يجب ان نقرأ الاحداث جيدا ويجب ان نهمس لمصر ان هناك شعبا عربيا تعلم منها الحرية،هذا الشعب يشاطرها الحزن والفرح سوية،هذا الشعب يحلمُ أن يرد لها الجميل..إنه شعب الجنوب العربي،نعم هناك في الجنوب العربي "المسمى قهراً جنوباليمن"،والمهمش أصلا بعاصمة اقتصادية اسمها "عدن"،والممتد على أرض زرعوها الغاما وقاعدة واحيانا فتن...إن التفكير بعمق وكيفية الاستفادة من الوضع الحالي في مصر لصالح القضية الجنوبية لهو امر جدير باهتمام كل القيادات الجنوبية ،ولكن بحذر شديد وعدم الانحياز لاي طرف،وفقط يكفي ان نذكر للشعب المصري معاناة اخوانهم الجنوببين ،والجرائم المرتكبة بحقهم من قبل النظام في صنعاء،منذ بداية الوحدة وحتى الآن...إن مثل هذه الاحداث سوف تربك من كان يقف في طريق قضيتنا العادلة،وسوف يدركون أننا أخيراً عرفنا من أين تُؤكل الكتف. إلى "القاهرة" يجب أن تُبحر قيادتنا العظيمة! لينقلوا للشعب المصري صورة عن شعب قريبا منهم،لكنه شعب شبه منسي،شعب ربما يجهلونه ويتجنبونه ويتجاهلونه،لان مصر كبقية العرب تنظر الى هذا الشعب بعين تقليدية المنطلقات،بديهيَّاتها صارت بحاجة الى نسف،ونتائجها –شبه المكرسه- بحاجة الى اعادة نظر......ولاتزال أيضا كبقية العرب تنظر الى "الجنوب" نظرة محملة بالادانة ورفض الاستماع الى اية وجهة نظر جديدة،كما لو كننا ننتمي الى جنس اخر ولسنا عرباُ.....إننا ننام على قناعة متوارثة :العروبة هويتنا والاسلام ديننا والجنوب العربي وطننا،هذه القناعة صارت تشبه قناعتنا بالموت....ومن أجل إعادة النظر الضروية تلك،والتي يمليها واجب الصدق في شرايين القادة الجنوبيين،من اجل ذلك يجب عليهم استغلال الظرف والعمل بكل سياسة ودهاء لكسب المزيد من النقاط الايجابية لصالح قضيتنا الجنوبية،تلك هي الحقيقية الاساسية التي دفعت بي الى كتابة هذا المقال..