يواجه مرور العاصمة المقدسة ازدحاماً مرورياً كبيراً كل عام في مثل هذه الأيام كل شهر رمضان، بل خانقاً قبل شهر رمضان، وحين مقدم شهر رمضان المبارك. وتزداد الحركة المرورية من أول شهر رمضان حتى أواخر الشهر في مثل هذه الأيام، ويحدث الزائر نفسه قبل قدومه إلى مكة خلال رمضان كيف سيتعامل رجال المرور مع تلك الكتلة البشرية الكبيرة التي وصلت إلى مليون ونصف المليون خلال آخر جمعة من شهر رمضان المبارك؟! لا بد أنهم سوف يعانون معاناة كبيرة في التعامل مع ذلك العدد الكبير من الزوار والمعتمرين..! غير أن خطط المرور تختلف من عام إلى آخر، وتكون أكثر تطوراً كل عام عن الذي قبله. والحق يقال أن خطط المرور خلال السنتين الأخيرتين، بما فيهما هذا العام، نجحت بكل المقاييس، وأضحت أكثر انسيابية في كثير من طرقها وشوارعها، وسكان مكة لاحظوا ذلك، وأسعدهم بطبيعة الحال؛ الأمر الذي حدَّ بشكل كبير من العشوائية الحاصلة في الوقوف في الممنوع، ومن بعض سائقي ما يسمى بالسيارات الخصوصي، الذين يقدمون من كثير من مناطق السعودية، وهم موظفون، وغيرهم، والذين يأخذون إجازات من أعمالهم ويعملون في توصيل الركاب في موسمي رمضان والحج، من مختلف مناطق السعودية إلى المنطقة المركزية بالحرم بمبالغ كبيرة جداً. لا ضير في كسب الرزق، ولكن لا يخفى ما يسببه ذلك من زحام شديد للزوار والمعتمرين، بما يربك الحركة المرورية داخل مكة وعند مداخلها، ولاسيما أن مكة صغيرة مقارنة ببعض المدن الكبيرة، إضافة إلى أن سياراتهم غير مرخصة للتحميل؛ وبالتالي كان قرار إيقافهم صائباً! وقد شارك في الخطة المرورية، بحسب ما نشر في هذه الصحيفة، أكثر من 4500 رجل أمن، منهم 2500 من طلاب مدن تدريب الأمن العام، و1500 فرد من الإدارة، و240 ضابطاً، و420 قائداً للدرجة. وأشار مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة إلى أن هناك مواقف للسيارات تعمل بالمجان، فقط يسمح لصاحب المركبة بالوقوف لأداء الصلاة، ولن يسمح لأي مركبة في هذه المواقف بالمكوث أوقاتاً طويلة؛ ليستفيد منها الزوار والمعتمرون بشكل كبير وموسع. استدراك: وضعت إدارة مرور مكة كاميرات لنظام ساهر، في إشارات تحدث فيها ربكة كثيرة جداً؛ ما يوقع السائقين فيها في مخالفة قطع الإشارة، وهم لم يقطعوها أصلاً، وإنما تقدموا حينما فتحت الإشارة، ولكن للزحام الشديد ولتجاوزهم الخط التقطتهم كاميرات ساهر؛ وبالتالي يُعتبرون قاطعين للإشارة، وهم لم يقطعوها أبداً!! كإشارة كوبري الزاهر عند جامعة أم القرى (قسم الطالبات)، التي تقع في الطريق المباشر للحرم!! وتلك الكاميرات التي تم وضعها في أواخر شهر رجب من هذا العام بشكل مكثف حول الإشارة من كل الجهات تذمر منها الكثير من أولياء أمور الطالبات والمواطنين، فضلاً عن الزوار والمعتمرين!! وقد تسيء للجهد الجبار الذي يبذله رجال المرور في مواسم الزحام وأيام الذروة في عودة المدارس وبداية الدوام، ولاسيما أن الإشارة بها رجل أمن بدراجة نارية طوال اليوم؛ فلا داعي لوضع أكثر من 10 كاميرات لساهر في كل اتجاه؛ ما يوحي للناس بأن لدينا شرهاً غير طبيعي للجباية المتمثلة في نشر كاميرات ساهر على ذلك النحو!!! وعليه نتمنى من مدير مرور العاصمة المقدسة، العقيد سلمان الجميعي، وهو رجل الأمن الواعي المتفهم، إلغاء تلك الكاميرات من ذلك المكان تحديداً؛ لما ذُكر آنفاً. وكل عام وأنتم بخير.