علي حفول- سبق- نجران: ناشد أهالي مركز "حمى" الأثري، الهيئة العامة للسياحة والآثار؛ بسرعة التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مما تبقى من آثار قريتهم، التي يزيد عمرها عن خمسة آلاف عام، بعدما أصبحت مهددة بالعابثين، والمراهقين، الذين يحاولون مسحها، وإزالتها من الوجود، ويطلقون الرصاص عليها أحياناً، في ظل عدم الاهتمام بها بمعرفة السلطات. وقال المواطن، هادي ذيب آل راكة، ل"سبق": "يؤلمنا ما تتعرض له هذه الآثار القيمة من طمس لمعالمها وهويتها، وما تتعرض له من عبث، وتخريب، وإطلاق رصاص البنادق على جزء كبير منها، على يد من يجهلون قيمتها، ومكانتها، وتاريخها العريق". وأضاف: "هذا العبث يتكرر في مشاهد محزنة، يستغل مرتكبوها عدم وجود حراسات على هذه الآثار". وأردف: "يحزننا عدم اهتمام السياحة والآثار بنجران، بما يحدث لهذه الآثار من تخريب وتدمير، خاصة أن الكثير من هذه الآثار مدفون تحت الأرض، ولم يجد من يهتم به وينقب عنه". وكانت "حمى" الأثرية مركزاً للتجارة القديمة، وممراً لطريق القوافل التي تسلك مسار الشمال الشرقي للجزيرة العربية، مروراً بقرية الفاو، ومساراً للشمال الغربي للجزيرة العربية، ثم جرش، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والعلا، ثم إلى مصر، وبلاد الشام. واشتهرت بالعديد من المواقع الأثرية، والكتابات، والنقوش التي تعود إلى حضارات متعاقبة بائدة قبل الإسلام، وتشمل - كذلك - العديد من الآبار القديمة التي نحتت في صخور الجبال بعمق أربعة أمتار، حيث تتميز بوفرة المياه العذبة، التي تفي بحاجة السكان، ويتجاوز عمرها خمسة آلاف سنة. وتضم "حمى" نقوشاً بالخط المسند تحكي قصة أصحاب الأخدود، والغزوة التي تمت في ذلك الوقت، والحادثة التي ارتكبها ملك حمير، ذو نواس، في حق أصحاب الأخدود، وعدد القتلى، إضافة إلى أن جميع الحضارات في "حمى" تنتمي لما قبل الإسلام، وعصور الإسلام المبكرة؛ مما يجعل من هذه المنطقة متحفاً مفتوحاً جديراً بالاهتمام. ويشكو المواطنون من أن دور الهيئة العامة للسياحة والآثار بنجران، يقتصر على وضع "شبك" فقط على جزء بسيط من تلك الآثار.