"محمد سعد عبد الله" من مواليد محافظة لحج - مدينة الحوطة عام 1934م كان والده الشيخ/ سعد عبد الله مطرباً ذائع الصيت ومن الأخبار المؤكدة ما رواها لي والدي المولود في مدينة الحوطة حيث يقول: «شهدت الفترة التي اشتهر فيها الشيخ/ سعد عبد الله الذي حل مع أسرته في مدينة الحوطة وتزوج فيها، وكان يسكن في الحي الذي نسكن فيه، أنجبت له زوجته ولداً أسماه محمداً ثم ما لبث أن طلقها ومن بعده تزوجت وعاشت مع زوجها في مدينة الشيخ عثمان، أما محمد فقد عاش مع أبيه في منزل جده زوج جدته أم أبيه وبين عماته في لحج». وجاء عنه في كتاب الفنان/ محمد مرشد ناجي (الغناء الصنعاني القديم ومشاهيره) مايلي: «يقول الأديب عبد الله البردوني أن الشيخ سعد عبد الله أصلاً من مدينة كوكبان، ويقول الحاج/ عوني حسن العجمي أن الشيخ سعد برأي والده ورأي الكثيرين ممن عاصروه يعد شيخ مشائخ زمانه في الغناء لحافظته لألحان الموشح اليمني وألوان أخرى من الغناء، إلى جانب أنه يحفظ ثلاثة آلاف مقطوعة شعرية وأنه كان أديباً وشاعراً ويتمتع بصوت جميل أخاذ». له اسهامات كثيرة في مجال الأغنية الوطنية الموضوعية فقد ألف ولحّن العديد من الأغاني والأناشيد عند قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ضد الامامة في شمال الوطن واندلاع ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م في جنوبه والتي لعبت دوراً كبيراً في الهاب حماس الجماهير ابان مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني منها (قال بن سعد) وأغنية (يايمني هذي بلادك) وأغنية (الذهب الأحمر)، وأغان أخرى قدمها بواسطة الاسطوانات في عدن المستعمرة آنذاك وقدم المزيد بعد جلاء المستعمر مثل أنشودة (بلاد الثائرين) وأغنية (سعيدة) ويقصد بها اليمن السعيد مع الفنان/ يوسف أحمد سالم. وبعد طول معاناة وصراع مع المرض لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الجمهورية بعدن صباح يوم الثلاثاء الموافق 16 أبريل من عام 2002م بعد أن ترك لنا تراثاً فنياً لا يتكرر، فهو صاحب مدرسة فنية متميزة جديرة بأن نطلق عليها (مدرسة بن سعد التجديدية) كما يعد أيضاً من المطربين الذين حافظوا على بقاء الأغنية اليمنية التقليدية وتسلموا الراية من جيل الرواد أمثال: علي أبوبكر باشراحيل، عوض عبد الله المسلمي، قاسم الأخفش، محمد الماس، إبراهيم محمد الماس، أحمد عبيد قعطبي، وغيرهم.. فهو من الجيل الثاني لهؤلاء الرواد ومعه كثير من المطربين أمثال: محمد مرشد ناجي، أبوبكر سالم بلفقيه، علي بن علي الآنسي، علي عبد الله السمة، أحمد السنيدار، محمد قاسم الأخفش، فيصل علوي، وغيرهم وهؤلاء يتبعهم جيل ثالث من المطربين أمثال: أحمد فتحي، عبد الرحمن الحداد، فؤاد الكبسي وغيرهم.