أكد القيادي في المعارضة البحرينية، حسن المرزوق، أن حركة التمرد التي انطلقت الأربعاء في عموم قرى وبلدات البحرين "كبدت النظام خسائر اقتصادية كبيرة"، مشيراً إلى أن هذه الخسائر التي قدرتها بعض التقارير بمبلغ 3 مليون دينار سوف تساهم بلا شك في تقهقر النظام وانصياعه في نهاية المطاف. المنامة (فارس) وقال المرزوق في حوار مع مراسل وكالة أنباء فارس أن "حركة تمرد زادت من حراك الشارع وأعطته زحماً كنا بحاجة إليه"، مضيفاً أن "الشباب البحريني كسر قاعدة منع التظاهر التي أقرت السلطة"، داعياً الجمعيات السياسية إلى تضافر جهودها لجعل المنامة مركزاً للتظاهرات حتى تحقيق النصر. وأشار القيادي في المعارضة البحرينية إلى أن قوات النظام حاولت جر المتظاهرين للعنف والمواجهة، مبيناً أن "وعي الجماهير المتظاهرة وتمسكها بالسلمية فوتت الفرصة على قوات النظام في تغيير مسار التظاهرات الشعبية التي سيرتها حركة تمرد البحرينية. وفيما يلي نص الحوار ؛ فارس: ما الذي حققت حركة تمرد التي شهدتها معظم القرى والمدن البحرينية الاربعاء الماضي؟ حسن المرزوق: حركة تمرد حركت المياه الراكدة ان صح التعبير فقد زادت من حراك الشارع وأعطته زخماً كنا في أمس الحاجة إليه فالكل يعرف ما حصل في مصر بعد ظهور حركة تمرد المصرية والنتائج التي أبهرت العالم بها وهذا بالطبع أعطى شباب البحرين الدافع لكي يكرروا مثل الخطة لعلهم يحققوا ما حققه الشعب المصري الشقيق. هذه الحركة ساهمت بعودة نبض الشارع وبرهنت ان الحراك لا يقتصر على الجمعيات أو شباب الائتلاف وهذا بحد ذاته مكسب كبير للحراك في البحرين. فالنظام كان يواجه الائتلاف في أول أيام الثورة ثم انضمت الجمعيات بكل ثقلها في الثورة واليوم تمت ولادة خصم جديد وعنيد للنظام سمي حركة تمرد واهم ما تحقق اليوم هو المشاركة الواسعة والكبيرة جداً والغير متوقعه خصوصا ان الجمعيات اكتفت ببيانات خجولة لم تدعم الحركة بشكل مباشر هذا ما تحقق معنويا أما واقعيا فقد تكبد النظام خسائر سوف تساهم بلا شك في تقهقره وانصياعه في نهاية المطاف فكما أعلن اليوم عن خسارته في سوق الأسهم وخسارته اقتصادياً بمبلغ 3 مليون دينار بحسب تقارير موثقة من وكالة رويترز للأنباء بالإضافة للعدد الهائل من قوات المرتزقة المدعومة بالآليات والسلاح والعتاد كل هذا خسائر تسببت بها هذه الحركة وفي هذا اليوم كان الأجدر بهذا النظام ان يستثمر هذه الخسائر لدعم الإصلاحات التي يطالب بها شعبه. الطوق الأمني والأسلاك الشائكة وتطويق القرى والعاصمة المنامة تجعل من النظام حديثاً لا يتوقف أمام الصحافة العالمية ويكسبه سمعة سيئة كما هي العادة. بكل بساطة حققت حركة تمرد الكثير وعلى هذا النظام أن يعي ان التمرد مفتوح كل يوم حتى تتحقق المطالب جميعها. فارس: هل يمكن القول ان الشباب البحريني استطاع أن يكسر قرار الحكومة بمنع التظاهر في المنامة؟ حسن المرزوق: الشباب البحريني كسر قاعدة منع التظاهر ليس من اليوم وإنما يحتاج لدعم مباشر من الجمعيات السياسية التي تملك الشارع الأكبر ولو تضافرت الجهود لجعل المنامة العاصمة مركزاً للتظاهرات سوف يكون النصر اقرب وهذا لا يغفل الدور الذي ساهمت به حركة تمرد وقبلها الائتلاف للزحف للمنامة بدء تمرد اليوم في مسيرات في القرى وآخرها الدعوة للتغير للمنامة ولكن دعوات التمرد القادمة ربما يدعى لها من المنامة لان المنامة عاصمة البحرين. من حق الشعب البحريني ان يتظاهر في المنامة لذلك استبق النظام تاريخ التمرد وأعلن حظر المسيرات بمرسوم ملكي لأنه يعلم حجم تأثير المنامة عليه لذلك ادعو قادة الجمعيات السياسية للتركيز على العاصمة وترك التظاهر في شارع البديع لأنه لا يسمن ولا يغني من جوع، فالجماهير متعطشة للرجوع للميدان. فارس: شاهدنا في بعض مقاطع الفيديو والصور التي بثت ان قوات النظام حاولت جر الشباب المتظاهر للعنف والمواجهة، ما السبب برأيك؟ حسن المرزوق: من مميزات يوم تمرد البحرين انه لم يخرج إطلاقا عن السلمية رغم محاولات قوات امن النظام ومرتزقته لجر الشباب للتعامل بعنف. نعم يوم 14 اغسطس يذكرني بورود يوم 14فبراير من العام 2011 عندما خرج كل الشعب يحمل الورود أمام آلة القمع المتوحشة واليوم ورغم كل ما قام به النظام التزم الشعب بالسلمية. "هذه السلمية تعتبر من مكاسب هذا اليوم والتي نعتز بها لان ثورتنا سلمية ويجب ان تبقى كذلك رغم محاولات النظام لجرها لمنعطفات أخرى عبر الاقتحامات اليومية ودخول المنازل بدون اذونات والتحرش بالأعراض وهدم المقدسات وغيرها ولا ننسى فبركات النظام ومسرحياته لوصم الحراك بتهم لا تمت للواقع بصله لان النظام ومن ضمن خططه وصم الحراك بأنه حراك متطرف يسعى من خلال هذه الخطط ان يري العالم ان ثورتنا ليست سلمية ولكن شعب البحرين أوعى بكثير، لذلك تمسك بالسلمية وسوف يبقى كذلك الى ان ينتصر على هذا النظام الجائر وينعم بالحرية والكرامة والعدالة وهذا ليس ببعيد فالنصر قريب جداً ". /2336/