نسمع يومياً عن أمراض تنتشر وتتفشى بين الناس، ودراسات ومؤتمرات وفرق عمل مدربة وأطباء، وعمل تنظيمي من الطراز الأول. إن من تلك الأمراض الفتاكة «الالتهاب الكبدي الوبائي»، والذي يُصنَّف من الأمراض الأشد خطورة.. ذلك المرض من الأمراض الصامتة التي تظهر أعراضه فجأة، فهناك العديد من الناس يُفاجأون بالمرض لكن بعد فوات الأوان. وفي دراسات أجريت تم اكتشاف أن المرض يتواجد بين البشر بنسبة واحد من كل 12 إنسان على وجه الأرض. لا يوجد عضو من أعضاء جسم الإنسان يقوم بوظائف عديدة مثل الكبد. فهو مسؤول عن منع تأثير السموم على جسم الإنسان ويعادلها مثل المخدرات أو الكحوليات، ومسؤول عن تصنيع إفراز الصفراء التي تساعد الجسم على امتصاص الدهون والكوليسترول، ومسؤول عن الحفاظ على المعدلات الطبيعية للسكر في الدم، ومسؤول أيضاً عن تنظيم عمل العديد من الهرمونات. التليف هو مرض يصيب خلايا الكبد الطبيعية، والتي تتحول إلى أنسجة مليئة بالندبات بأن تصبح أنسجة تالفة تحول دون قيام الجلد بوظائفه المتعددة، وفي الحالات المتقدمة يكون التلف بدرجة بالغة، يتوقف فيها الكبد كليةً عن أداء وظائفه مما يجعل زراعته ضرورة حتمية. هناك العديد من الأسباب التي تؤدى إلى وقوع المرض ومنها الإفراط في تناول الكحوليات، لأن الكحول له تأثير سام على خلايا الكبد، وقد يختلف تأثير الكحول عند شربه من شخصٍ لآخر، فلا تكون الكمية الكبيرة شرطاً فقط للإصابة به، علماً بأن السيدات أكثر عرضة للإصابة بالمرض عن الرجال، هناك أنواع لفيروسات الكبد منها فيروس (A) و(B) و(C) و(D)، وكل منهم له أعراضه وبوادره التي توحي بالإصابة به. ولابد من أخذ الحيطة والحذر وعمل اللازم للوقاية من ذلك المرض، حيث يوجد برامج توعية مكثفة لكي يعلم الجميع بطرق الوقاية، ومن تلك الطرق البعد عن الكحوليات، وتجنب طرق العدوى بالفيروس، وتناول التطعيم اللازم لمكافحة المرض، وأخيرا عمل الفحوصات اللازمة كل ستة أشهر. نسأل الله السلامة للجميع. إبراهيم أحمد المسلم - الدمام