يشارك بضعة الاف من انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في مسيرات في القاهرة ومناطق اخرى في اطار ما اطلق عليه اسم "جمعة الشهداء"، في اختبار لقدرة الاسلاميين على تعبئة قواعدهم بعد توقيف ابرز قادتهم. القاهرة (ا ف ب) وبعيد انتهاء صلاة الجمعة، بدات مجموعات من مؤيدي الرئيس الاسلامي الذي عزله الجيش في تموز/يوليو مسيرات من عدة مساجد في القاهرة، يشارك في ثلاثة منها على الاقل بضع الاف من مناصري جماعة الاخوان المسلمين. وتشهد منطقة المعادي في جنوبالقاهرة مسيرة كبيرة انطلقت من مسجد الريان، يردد خلالها المشاركون هتافات معارضة للسلطة المؤقتة، بينها "انقلاب انقلاب"، بينما يتلو شيخ ادعية من مكبر للصوت. وحمل مشاركون في المسيرة اعلام مصر وصور مرسي واوراقا صفراء صغيرة عليهم صورة يد تشير الى الرقم اربعة، في اشارة الى اعتصام رابعة العدوية المؤيد لمرسي في القاهرة والذي فضته قوات الامن بالقوة يوم 14 اب/اغسطس في عملية دامية قتل فيها المئات. وقال خالد عبد الحميد الذي ذكر ان 11 من اصدقائه قتلوا خلال تفريق الاعتصام في رابعة "سنتظاهر حتى ننهي الانقلاب ونعيد الشرعية". وفي المهندسين وسط العاصمة، يسير المئات وهم يهتفون ضد وزارة الداخلية، بينما يحتشد العشرات قرب مسجد الاستقامة في الجيزة، وبينهم العديد من النساء، بعضهم حملوا صور مرسي، في ظل غياب لقوات الامن التي عمدت منذ الصباح الى اغلاق بعض الطرق المؤدية الى بعض مساجد العاصمة. وردد المحتشدون قرب مسجد الاستقامة هتافات معادية للسلطة المؤقتة، بينها "سي سي يا سفاح السلمية في ايدي سلاح"، في اشارة الى الفريق اول قائد القوات المسلحة عبد الفتاح السيسي، و"اسلامية اسلامية" و"هي رصاصة بس، خدها ومش هتحس". وقال احمد سيد (24 عاما) الذي كان يحمل صورة لمرسي كتب عليها "لا للانقلاب" "اشارك اليوم كي اعيد احياء ثورة 25 يناير (...) حقبة (حسني) مبارك عادت اقوى مما كانت". وفي مدينة طنطا شمال القاهرة، وقعت مواجهات بالحجارة والزجاجات الفارغة بين قوات الامن وانصار جماعة الاخوان المسلمين الذي نظموا مسيرة احتجاجية، ما اسفر عن اصابة نحو 20 شخصا بجروح. هذا وتمكنت قوات الأمن المصرية من السيطرة على الوضع في طنطا بعد استخدام الغاز المسير للدموع. وفي سيناء أعلنت قوات الأمن عن ضبط 19 إرهابيا بينهم 9 فلسطينيين. وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" اعلن الخميس عن تنظيمه 28 مسيرة "حاشدة" بعد صلاة الجمعة في مختلف المساجد الرئيسية في القاهرة الكبرى تحت اسم "جمعة الشهداء". وخلت لائحة مسيرات انصار مرسي من مسجدي الفتح قرب ميدان رمسيس الذي شهد مواجهات دامية الجمعة الماضي، ورابعة العدوية حيث اعتصم مؤيدو الاسلاميين لاسابيع قبل ان تفض قوات الامن اعتصامهم بالقوة في عملية قتل فيها المئات، وذلك بعد قرار حكومي بعدم اداء الصلاة فيهما بسبب اعمال الترميم. واستبق الجيش المصري هذه التظاهرات عبر تكثيف من تواجده في محيط المنشات الحيوية في القاهرة تحسبا لاندلاع اعمال عنف. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان الجيش عزز من انتشاره في محيط قصر الاتحادية الرئاسي ووزارة الدفاع وميدان رابعة العدوية، وانه اغلق محيط ميدان التحرير امام حركة المرور. ويخشى ملايين المصريين من تكرار المواجهات الدامية بين المتظاهرين وقوات الامن والتي قتل فيها اكثر من 170 شخصا يوم الجمعة الماضي، علما ان 1015 شخصا على الاقل بينهم 102 من عناصر الامن قتلوا عبر البلاد منذ فض اعتصامي الاسلاميين في القاهرة في 14 اب/اغسطس. وعلى مدار الاسبوع الماضي، الذي اطلق عليه الاسلاميون اسم "اسبوع رحيل الانقلاب"، فشل انصار مرسي في حشد اعداد كبيرة من مؤيديهم في التظاهرات التي دعي الى مشاركات حاشدة اليها، في ظل حملة التوقيفات اليومية التي تطال عددا كبيرا من قيادات الاخوان المسلمين وعلى راسهم المرشد العام للجماعة محمد بديع. وقال اعضاء في جماعة الاخوان المسلمين لفرانس برس ان هناك صعوبة في التواصل فيما بينهم بسبب عمليات القاء القبض على قادة الجماعة والملاحقات الامنية لمئات اخرين. وقال ماهر وهو مدرس عضو في جماعة الاخوان المسلمين عبر الهاتف "احيانا اتلقى اوامر مباشرة من قادتي، لكن اكثرها الان ياتي عبر الانترنت". وذكر احمد من جهته الذي لم يقض ليلته في منزله خشية اعتقاله "لم نعد نتواصل بشكل مكثف عبر المكالمات الهاتفية لاننا نعرف انها مراقبة"، مضيفا "اصبحنا نتلقى التكليفات الصادرة لنا وجها لوجه". واكدت مصادر امنية لفرانس برس ان "عدد المقبوض عليهم من جماعة الاخوان المسلمين يتجاوز الالفي معتقل عبر البلاد"، مضيفة "ليس هناك قائمة كاملة بالمقبوض عليهم حتى اللحظة". وتاتي تظاهرات اليوم بعد ساعات من مغادرة الرئيس الاسبق حسني مبارك السجن الخميس اثر قرار اخلاء سبيله في اخر قضية كان يحام على ذمتها، ليخضع للاقامة الجبرية في مستشفى عسكري في القاهرة قبل ان تستأنف الاحد محاكمته. ولا يزال مبارك يحاكم في ثلاث قضايا من بينها التواطؤ في مقتل متظاهرين قبيل سقوطه اثر الثورة التي واجهها في شباط/فبراير 2011، وهي قضية سبق وان تقرر اخلاء سبيله فيها بسبب انقضاء المدة القانونية لحبسه احتياطيا (24 شهرا)، على ان تستكمل جلساتها الاحد. /2819/