فشلت بدرجة كبيرة المظاهرات التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين في "جمعة الشهداء" في أن تتبلور احتجاجا على الحملة الأمنية التي تشنها السلطات على أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وكانت جماعة الإخوان التي يلاحقها حكام مصر الجدد المدعومين من الجيش قد دعت لتنظيم مسيرات من 28 مسجدا بعد صلاة الجمعة في القاهرة في اختبار لقدرة قواعدها الشعبية على الصمود. وبدت الإجراءات الأمنية التي تتخذها قوات الجيش والشرطة محدودة نسبيا حتى بالقرب من مسجد الفتح في قلب العاصمة حيث وقع تبادل لإطلاق النار يومي الجمعة والسبت الماضيين مما أسفر عن مقتل العشرات. وأغلقت البوابات الحديدية للمسجد وبوابته الأمامية الضخمة بالسلاسل. وقال حارس أن الصلاة ألغيت. وتمركزت حاملتا جند مدرعتان في الشارع حيث عجت سوق صاخبة بالمتسوقين. وتضاءلت احتجاجات الإخوان -التي تأسست عام 1928 والتي كان بوسعها يوما أن تحشد جماهير ضخمة- هذا الأسبوع تحت وطأة الحملة الأمنية. وقال التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب المؤيد لمرسي في بيان إنه سيبقى صامدا على طريق "هزيمة الانقلاب". وتعكس رسوم على جدار مسجد بوسط القاهرة الانقسامات العميقة التي ظهرت منذ أن عزل الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع مرسي. فقد شوهت عبارات "نعم للسيسي" وكتب مكانها "خائن". وتقول شعارات في أماكن أخرى "مرسي جاسوس" و"مرسي بره". كما كتب أحدهم "الحرية.. العدالة..الإخوان". وعملت الإخوان على مدار عقود كحركة سرية قبل أن تتحول إلى أفضل قوة سياسية تنظيما بعد سقوط مبارك. لكن شعبيتها تراجعت خلال حكم مرسي حينما اتهمها منتقدون باحتكار السلطة وتنفيذ أجندة إسلامية وسوء إدارة الاقتصاد. وشارك بضعة آلاف من أنصار الإخوان المسلمين في مسيرات في القاهرة ومناطق أخرى في إطار ما أطلق عليه اسم "جمعة الشهداء"، في اختبار لقدرة الإسلاميين على تعبئة قواعدهم بعد توقيف أبرز قادتهم. وبعيد انتهاء صلاة الجمعة، بدأت مجموعات من مؤيدي الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي الذي عزله الجيش في يوليو مسيرات من عدة مساجد في القاهرة. وقالت مراسلة سكاي نيوز عربية إن بضعة مئات من أنصار الإخوان خرجوا في مسيرة في منطقة المهندسين في الجيزة، علت فيها هتافات ضد السلطة المؤقتة للبلاد. وفي منطقة العباسية بالقاهرة، منع الأهالي مسيرة للإخوان من المرور في المنطقة، وقاموا بتفريقها. وشهدت منطقة المعادي في جنوبالقاهرة مسيرة كبيرة انطلقت من مسجد الريان، يردد خلالها المشاركون هتافات، بينها "انقلاب انقلاب". وحمل مشاركون في المسيرة أعلام مصر وصور مرسي وأوراقا صفراء صغيرة عليهم صورة يد تشير إلى الرقم أربعة، في إشارة إلى اعتصام رابعة العدوية المؤيد لمرسي في القاهرة والذي فضته قوات الأمن بالقوة يوم 14 أغسطس في عملية قتل فيها المئات. وفي مدينة طنطا شمال القاهرة، وقعت مواجهات بالحجارة والزجاجات الفارغة بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان الذين نظموا مسيرة احتجاجية. وقال مراسل سكاي نيوز عربية إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 10 أشخاص على الأقل، بينما اعتقلت قوات الأمن 15 شخصا.
+++ الأهالي يطاردون الإخوان في شوارع المنصورة وفي المنصورة تصدى الأهالي لمسيرات تنظيم الإخوان التي خرجت من مسجدي النصر لشارع الجيش بالمنصورة، وجامع الزعيرة بشارع قناة السويسبالمنصورة، الذين خرجوا عقب صلاة الجمعة حاملين لافتات تندد بالجيش والشرطة ولافتات تحمل شعارات "الإسلام هو الحل ضد الانقلاب - يسقط حكم العسكر". وقام الأهالي بمنع أحد المنتمين لجماعة الإخوان من اعتلاء المنبر وقاموا بطرده وطاردوهم في شوارع مدينة المنصورة بعد أن تلقى البعض منهم درسا قاسيا رافضين المساس بالجيش المصري ورموزه ورجال الداخلية.
مقتل 78 إرهابيا والقبض على 203 آخرين في سيناء من جانبه قال المتحدث العسكري المصري، إن الحملات الأمنية التي تقوم بها عناصر القوات المسلحة والشرطة في سيناء حتى الآن أسفرت عن مقتل 78 من العناصر "الإرهابية" المسلحة وتم إلقاء القبض على 203 آخرين.
وأضاف العقيد أحمد محمد علي، في بيان، أن تلك العناصر متهمة بالهجوم على الكمائن والمنشآت والأهداف الحيوية وقنص المجندين وقوات الأمن بالعريش، موضحاً أن المقبوض عليهم بينهم 124 مصريا و48 من جنسيات أخرى، مضيفا أن القتلى بينهم 46 مصريا، و32 من جنسيات أخرى، وقد أصيب 116 من العناصر المسلحة بينهم 65 مصريا و54 من جنسيات أخرى. وأضاف البيان أن عناصر التأمين بالتعاون مع قوات حرس الحدود تمكنت من اكتشاف وتدمير 343 نفقا على الشريط الحدودي بمنطقة رفح، منهم 229 نفقا تم تدميرهم بتقنية الغمر بالمياه. وأوضح أن إجمالي عدد الأنفاق التي تم تدميرها خلال الفترة بين 30 يوليو و20 أغسطس بلغ 52 نفقا، مضيفا أنه تم تدمير 62 بيارة وقود بإجمالي سعة تخزين تقدر بحوالي 3.23 مليون لتر سولار وبنزين، وضبط عدد 49 عربة أنواع و5 دراجات بخارية تستخدم في تهريب البضائع عبر الأنفاق.
+++ حبس حسن البرنس 15 يوما على صعيد آخر قررت النيابة المصرية أمس حبس الدكتور حسن البرنس القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، 15 يوم على ذمة التحقيق. يذكر أن النيابة العامة قد وجه لنائب محافظ الإسكندرية السابق 17 اتهاما، من بينها تشكيل تنظيم إرهابي وتكدير السلم العام والتحريض على ارتكاب أعمال عنف.