تظاهر أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي اليوم الجمعة في القاهرة وعدة محافظات للمطالبة بعودته، تخلل بعضها اشتباكات مع قوات الأمن والأهالي، بحسب وسائل إعلام محلية. وفي إطار ما أطلقوا عليه ب"جمعة الحسم" التي دعا اليها "التحالف الوطني لدعم الشرعية" خرج مؤيدون لمرسي، غالبيتهم ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين وتيارات إسلامية أخرى في مسيرات من عدة مساجد بالقاهرة وعدة محافظات. وردد هؤلاء هتافات مناهضة للسلطات الانتقالية في مصر، ورفعوا لافتات صفراء تعلوها يد سوداء تشير إلى اعتصام رابعة العدوية الذي فضته قوات الأمن بالقوة في 14 أغسطس الجاري. وانطلق المتظاهرون في القاهرة خصوصا من مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، ومن أمام مسجد الايمان المغلق بحي مدينة نصر شرقي العاصمة، بجانب تظاهرات في حي مصر الجديدة. وفي مدينة طنطا بمحافظة الغربية شمال القاهرة وقعت اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، حسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط). وقالت الوكالة الرسمية إن أنصار الاخوان رشقوا خلال مسيرة لهم بشارع البحر بطنطا قوات الأمن بالحجارة، ما دفعها إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وفي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة شمال القاهرة، أصيب 3 أشخاص بجروح في اشتباكات عنيفة بين أنصار مرسي من جهة وأهالى المدينة من جهة أخرى خلال مسيرة أثارت غضب الأهالي بعد ترديد هتافات مناهضة للجيش والشرطة. واعلنت مصادر طبية مصرية عن مقتل شخصان وأصيب تسعة آخرون في اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين للرئيس مرسي والأهالي بمحافظة الشرقية، شمال شرق القاهرة. كما خرجت مسيرات لمؤيدي مرسي في محافظات الشرقية والاسكندرية (شمالا) وقنا (جنوبا) . كما تظاهرت مجموعة أخرى من أنصار مرسي بميدان تريومف ب (مصر الجديدة ) بعد صلاة الجمعة ، رافعين لافتات تطالب بالقصاص لقتلى الأحداث الأخيرة. وضمن المشهد ذاته تحركت مسيرة لأنصار الرئيس المعزول اليوم من شارع مكرم عبيد بمدينة نصر باتجاه (قصر الاتحادية) الرئاسي . وفي غضون ذلك أغلقت قوات الجيش والشرطة الحكومية كافة الطرق المؤدية إلى قصر الاتحادية بدءا من نفق العروبة، لمنع المسيرات من الوصول للقصر. كما تظاهر أنصار مرسي أمام مسجد الاستقامة ب (الجيزة ) ، وسط تواجد لقوات الأمن بميدان الجيزة للتدخل في حالة إثارة أي حالات شغب أو عنف. وتظاهر العشرات أمام مسجد التقوى بشارع (أحمد عرابي) بالمهندسين ،فيما سمع دوي إطلاق نار لم يعرف مصدره بالشارع المذكور خلال محاولة مسيرة لأنصار الرئيس المعزول التقدم بإتجاه ميدان (سفنكس) . وفور سماع دوي إطلاق النار عززت قوات الجيش والشرطة من تواجدها عند مدخل الميدان ، ومنعت مرور أي مسيرات من شارع أحمد عرابي، مما دفع بعض أنصار مرسي للتوجه للشوارع الجانبية في محاولة للخروج إلى شارع جامعة الدول العربية. وأغلقت قوات الجيش كوبري 15 مايو أعلى ميدان سفنكس ، كما أغلقت أغلب العقارات السكنية في شارع أحمد عرابي ابوابها لمنع صعود أي أفراد إلى أعلى الأسطح . وفي قنا نظم أعضاء جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول مسيرات انطلقت من مساجد (الوحدة العربية ، والتحرير، والنور المحمدي ، وأبو بكر الصديق ) وصولا لميدان الساعة بوسط مدينة (قنا) ضمن فعاليات أطلقوا عليها اسم ( جمعة الحسم) للتنديد بما وصفوه بالانقلاب العسكري ، وفض الاعتصامات بالقوة ، ودعما لشرعية الرئيس المعزول والمطالبة بعودته. بدورها أعلنت مديرية أمن قنا حالة من الاستنفار الأمني بمختلف قطاعاتها وفرضت الأجهزة الأمنية وقوات الجيش طوقا أمنيا محكما علي مداخل ومخارج مدينة (قنا ) . وفي سياق متصل خرجت مسيرة كبيرة من المسجد الكبير بغرب مدينة (أسيوط ) عقب صلاة الجمعة ، ورفع المشاركون فيها اللافتات المنددة بالجيش والشرطة ، ورددوا الهتافات المطالبة بإعادة الرئيس المعزول . وتوجهت المسيرة نحو قسم أول أسيوط حيث قامت قوات الأمن باطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المظاهرة ، ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن . وتأتي التظاهرات في ظل إجراءات أمنية مشددة وانتشار مكثف لقوات الجيش والشرطة في كافة أنحاء مصر تحسبا لوقوع أعمال عنف. كما تأتي غداة قيام قوات الأمن المصرية بضبط ثلاثة من أبرز قيادات جماعة الاخوان المسلمين، وهم محمد البلتاجي، وخالد الأزهري وزير القوى العاملة السابق، وجمال العشري عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي أسسته جماعة الاخوان وقوى إسلامية مؤيدة للرئيس المصرى المعزول قد دعا الأربعاء، المصريين إلى الاحتشاد في الميادين الجمعة لاسترداد ما أسماه ب" ثورته المسروقة وحريته المسلوبة". وأعلن التحالف عن بدء تفعيل "خطة للعصيان المدني السلمي" اعتبارا من الجمعة " كوسيلة مؤثرة في وجه الانقلابيين وإجبارهم على إنهاء الانقلاب وتحقيق كافة مطالب الثورة"، في إطار الفعاليات للمطالبة بعودة مرسي لمنصبه. وأطيح بمرسي في الثالث من يوليو الماضي بموجب خريطة طريق أعلنها وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بتأييد رموز سياسية وشبابية ودينية. وعقب الإطاحة بمرسي اعتصم أنصاره في ميداني "رابعة العدوية" بالقاهرة، و "نهضة مصر" بالجيزة، مطالبين بعودته إلى سدة الحكم، لكن الشرطة قامت فى 14 أغسطس الجاري بفض الاعتصام بالقوة، فى خطوة تلتها أعمال عنف غير مسبوقة أسفرت عن مقتل أكثر من 850 شخصا واصابة الالاف.