ان ألطف الكلام وأشرفه موضعا.. كلمة حكمة في كل مكان وزمان يقتدي الانسان بها فيهتدي ويتبع سبيل الهدى وينزل صاحب الكلام من العلم فوق منزلته وقد قيل (نعم الهدية الاخاذة من كلام الحكمة الوثابة . ومن عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار ) وقال بعض الحكماء تحتاج القلوب الى اقواتها من الحكمة كما تحتاج الاجسام الى اقواتها من اطعام .وقيل للاحنف بن القيس :ما احلمك ؟قال :لست بحليم ولكني اتحالم خوفا من اسمع شرا من كلامي له ,وقال اكرموا سفهاءكم فانهم يقونكم العار والنار في يوم ما .فالتحكم في ادب اللسان من ارقى درجات الادب قبل العلم وتعلمه لان العلم وتعلمه كالغذاء يؤخذ والادب له كالمفتاح في الباب ,فاذا لم تتأدب لم يفتح لك الباب ,والفتنة لا تاتي الا من سوء الادب ,والنقد الممقوت لا ياتي الا من سوء الحكمة ( ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً) ,فالادب هو الحكمة ,والحكمة هي الادب الراقي الذي لا يأتي بعده الا العلم النافع الخالص بحسن الادب قبله ,فبالادب تكون ملكا نفعنا الله بالادب قبل العلم وتعلمه . عبد الإله محمد عيد الصبحي - مكة المكرمة