قال خبراء سياسيون مصريون متخصصون في ملف الحركات الإسلامية: إن "تحركات وتصرفات وسياسات جماعة الإخوان المسلمين، حملت بداخلها عوامل فشلها في تجربتها الأولى بالحكم"، ولفت الخبراء إلى أن "الجماعة اعتمدت على الصدام مع كل مؤسسات الدولة بدلاً من التصرف بحكمه"، مشددين على أن "التيار القطبي في الإخوان ضحى بتاريخ الجماعة، الذي أمتد لأكثر من 80 عامًا، بحدته وتفكيره المنعزل عن الواقع". بدايةً، قال علاء النادي الباحث في الحركات الإسلامية: إن "الجماعة كان يسيطر عليها ما يسمى التيار القطبي، والذي كان يدير الجماعة خلال الفترة السابقة وهو مستمر حتى الآن"، مشيرًا إلى أن "ذلك التيار لديه ميل شديد للإقصاء، ورؤية المجتمع على أنه مجتمع جاهلي، بعكس جيل الوسط الذي لم يستطع تثبيت أقدامه داخل التنظيم"، ولفت النادي، إلى أن "جماعة الإخوان أخطأت حينما قررت تغليب مبدأ المغالبة وليس المشاركة، في لحظات دقيقة، وقررت أن تتحمل الوضع في مصر عقب الثورة، ولكن التركة كانت ثقيلة". وأضاف النادي، "الجماعة اعتمدت على الصدام مع كل مؤسسات الدولة، وكان الأولى بالجماعة التعامل بشكل مختلف مع تلك التحديات التي تواجهها في بداية الحكم"، وشدد على أن "الجماعة بدأت تقوم بأفعال لا يرضى عنها الجيش، مثل حضور الرئيس مرسي للمؤتمر الذي أعلن فيه مشايخ سلفيون الجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد". من جانبه، أوضح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، يسري العزباوي، أن "الجماعة دائمًا توصل رسالة إلى شبابها بأنها مستهدفة، وكذلك الرئيس المعزول مرسي من قبل القوى العلمانية، التي تقف أمام تنفيذ المشروع الإسلامي ودائمًا يشغلون الشباب بهذه الأفكار، والأعمال التي من شأنها مواجهة هذه القوى، بدلاً من البحث الحقيقي في أسباب سقوطها وفشلها"، وشدد العزباوي، على "محاولات الجماعة بشكل مستمر وأد الأفكار التي تنتشر بين الشباب، والخاصة بأداء الجماعة أو محاولة الخروج عن الخط الذي ترسمه الجماعة". وانتقد العزباوي عجز التيار الإصلاحي داخل الجماعة في فترة من الفترات عن تكوين قاعدة له داخل الجماعة". وأضاف العزباوي، "قواعد الجماعة لا يقرأون ولا يسمعون شيئا إلا حديث قياداتهم فقط، ولا يفكرون فيه". وشدد على أن "الدعوة داخل الجماعة تآكلت وتراجعت، وتشتت بين السياسي والدعوي، وغلب ذلك على سلوك بعض قيادات الإخوان وأدائهم، وتلك القيادات أدارات الجماعة خلال الفترة الماضية كأسوأ ما يكون، وتحولت الجماعة من قوى وطنية يتجاوز عددها الربع مليون مواطن، من كونها تمثل إضافة للقوى الوطنية الأخرى من أجل العمل على نهضة البلاد، إلى جماعة تخرب الحياة بكل أشكالها". بدوره، قال الباحث السياسي كمال حبيب: إن "الجيل الذي يقود الجماعة الآن هو جيل ما يعرف ب"تنظيم 65"، موضحًا أن "هذا الجيل نشأ في ظروف صعبة في فترة الستينيات وسط ملاحقات أمنية مشددة"، وتابع "هذا الجيل نشأ بشكل منفصل عن المجتمع، ولم يتحركوا في العمل العام، وكان هدفهم الصدام والمواجهة والانقلابات". وأكد حبيب أن "سلوك تنظيم 1965 لم يعتد على العمل العام، ويلغي شخصية الأفراد، ويسطح الأفكار والمناقشات، ويعتمد في الأساس على السمع والطاعة"، نافيًا أن "يكون حسن البنا مؤسس الجماعة أكد في رسائله على السمع والطاعة، وإنما خص ذلك للمجاهدين فقط". وشدد على أن "المنهج الذي تتعامل به جماعة الإخوان الآن يخلق إنسانًا مشوهًا تمامًا، وسطحيًا من الناحية السياسية والدينية والخبرات الحياتية، نتيجةً لحالة الانغلاق الشديد وعدم الانفتاح على الآراء والاتجاهات الأخرى". واعتبر حبيب، أن "كل الظروف التي مر بها تنظيم 65، أثرت في شفافية العمل داخل الجماعة، إلا أن الجماعة لا زالت متماسكة ووفرت لها الملاحقات الأمنية قبل الثورة غطاءً قويًا لذلك". وعن جيل الوسط وانشقاقه عن التنظيم، واحتمالية أن تشهد الجماعة خلال الفترة المقبلة انشقاقات، أوضح حبيب أن "جيل الوسط لم يكن له قواعد داخل الجماعة، إضافة إلى عدم السماح بذلك، من خلال قيادة حملات تشوية ممنهج لهم لدى القواعد، واغتيالهم معنويًا، نظرًا لسيطرة جيل 65 على الجماعة ومفاصلها منذ فترة طويلة".