اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بان الظروف الان ليست كما كانت عليه في القرون الوسطى بان تسمح اي دولة لنفسها باستخدام القوة متى ما شاءت وقال، ان التهديد باستخدام القوة امر غير مقبول في عالم اليوم. طهران (فارس) جاء ذلك في مقابلة اجرتها القناة الاولى في التلفزيون الايراني مع وزير الخارجية الايراني الذي استعرض برامج الوزارة في الحكومة الحادية عشرة برئاسة روحاني. وفيما اذا كان يعتبر التهديدات باستخدام الحل العسكري للقضية السورية جدية ام لا قال ظريف، انه ليس المهم اساسا ان تكون التهديدات جدية ام لا ، بل المهم هو ان بعض الحكومات تسمح لنفسها في القرن 21 ان تعيش باسلوب القرن 19 وقد نسيت ان الدول المتحضرة قررت قبل60 عاما ازالة خيار استخدام القوة من الطاولة. واكد انه لا يمكن القبول الان بان تسمح اي دولة لنفسها كما في القرون الوسطى باستخدام القوة متى ما شاءت، "فقانون الغاب هذا قد شطب من العلاقات الدولية قبل فترة طويلة". وقال ظريف، ان البعض يجعل نفسه اليوم في موضع القاضي وهيئة التحليف والمدعي ويريدون تاليا تنفيذ قرارهم وهو ما يدعو للكثير من الاسف. مؤكدا بان التهدبد باستخدام القوة لا مبرر له في عالم اليوم. واكد وزير الخارجية الايراني بان خطر التطرف يهدد الجميع واضاف، ربما يهدد خطر التطرف الممولين والداعمين له اكثر من غيرهم، لكنهم وللاسف قاموا خلال العقود الاخيرة وفق نظرة ضيقة ومن دون تحليل واقعي بدعم مجموعات وانظمة مثل نظام صدام والقاعدة وطالبان، الا ان هذا الامر ارتد بلاء عليهم وورطوا انفسهم فيه. واضاف ظريف، ان ايران غير مستعدة لتحمل ان تقوم مجموعة من الدول رغم ماضيها، بتجييش الجيوش واراقة الدماء في المنطقة بذريعة او ذرائع واهية وترويج التطرف في المنطقة وجرها الى حافة هاوية العنف والنزاعات والتي من المؤكد ان نتائجها وتداعياتها ستتجاوز حدود سوريا ومصر وتمتد الى الكثير من الدول وخارج المنطقة. وفيما اذا كان قد تحدث مع مساعد الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة جيفري فيلتمان حول التهديد الاميركي بتنفيذ هجوم عسكري ضد سوريا قال ظريف، لقد قلت للسيد فيلتمان بان تداعيات اي مغامرة وتدخل اجنبي في المنطقة ستتجاوز حدود سوريا بالتاكيد وستحرق المنطقة كلها وان هذه النيران التي هي نيران الطائفية والخلافات المذهبية وخلافات لا وجود لها يقومون من دون مبرر بتاجيجها خدمة لمصالحهم الضيقة، لا يمكن ان تبقى محصورة في منطقة ما. واوضح بانه يقوم في الوقت الحاضر باجراء مشاورات واسعة مع مختلف دول المنطقة والدول الغربية وروسيا وسائر الدول الفاعلة على الصعيد الدولي من اجل الحيلولة دون وقوع كارثة في المنطقة، كارثة يمكن ان تنطلق ولكن من دون ان تكون لها نهاية معلومة، كارثة اعتقد انها بمثابة فخ نصبه المتطرفون لاميركا والاخرين. واضاف، ان فخا سيئا جدا وخطيرا منصوب لاوباما في المنطقة ولو تورط فيه فان ذكريات سيئة للغاية ستبقى عالقة في الاذهان عن فترة ولايته الرئاسية. واشار وزير الخارجية الايراني الى الظروف الراهنة في الداخل الاميركي واضاف، لا يبدو ان اوباما بحاجة الى الحرب في الظروف الراهنة للداخل الاميركي، فالوضع الاقتصادي الاميركي يشير الى ان الرئيس اوباما يواجه مشاكل حقيقية. /2868/