أسرع وسيلة لنشر أي موضوع حاليًّا هي الواتس أب، وهي وسيلة خاطفة للتأثير وقلب الحقائق، وفي نفس الوقت جيدة في تفعيل الخير، وفيها ما هو صدق وما هو كذب، وتفتقر إلى التوثيق لأن فيها افتراء، وأجمل ما فيها أنها عمّقت الترابط بين العائلة الواحدة، وكذا بين زملاء العمل، أو بين الجيران، أو بين الصحبة والشلة الواحدة، ومن خلال الواتس أب تنشر آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وكلمات وعظية، ومهارات تدريبية، وصور، وفيديوهات، وآراء سياسية وتويترية، وهي مفيدة وضارة اجتماعيًّا، وكذلك مفيدة وضارة فكريًّا، والواتس أب فيه تسلية، وفيه آراء كبدية، إنها وسيلة يمكن أن تخدم قضايانا الوطنية، لكنها يمكن أن تُسخَّر للفرقة والنواحي العدائية، لذلك قد تصلك آية قرآنية لم تُراجع، وكُتبت من غير عمد بطريقة غير صحيحة، وتتناقلها الواتس أبات، وكذا أحاديث نبوية غير صحيحة، أو موضوعة، أو ضعيفة تتناقلها الواتس أبات، وهكذا هناك من يُهيّج النفوس، ويستحث العداوة على شخص ما بدون توثيق تتناقلها الواتس أبات، وهناك اتهامات خطيرة يطلقها البعض ضد البعض، وصفات بغيضة لا تتورّع عن حملها الواتس أبات. وبعض ضعفاء النفوس يستخدمون القص واللصق في تغيير العناوين والمضامين، وبعضهم يجعلون فيما ينقلون ما يهدم الأخلاق، فهي بذلك آثام وذنوب تتناقلها الواتس أبات. إيّاك ثم إيّاك أن تُصدِّق عن شخص بعينه شيئًا تتناقله الوتس أبات، وقد مرت بي تجربة شخصية بذلك، حيث تجد من يقول لك هذا الموضوع من مقالة كتبها فلان، وذلك لم يحصل، وهناك من ينشر أن مطاعم كذا، أو محلات كذا هي تنتمي لكذا وكذا، ويكون الأمر غير ذلك، بل إن هناك من يعمل فوتوشوب لصور شخصية أو مكانية، وتتحول لأغراض وأهداف معينة، ولا يغيظني شيء مثل عبارة «انشر تُؤجر»، وبعض الناس «على العمياني» تنشر، وذات مرّة جاءني واتس أب سيئ، فأرسلت لمن أرسله بأن ما أرسلته غير صحيح، قال لي والله هذا ما قرأته لكن نشرته من باب فعل الخير، وهناك من يُقحم الدين في كل الواتس أبات وقد يكون المضمون فيه زلل، أوغواية، أو غيبة، وذكر لا يليق لبعض الناس، لاشك أن الواتس أب وسيلة تقنية سريعة قد تبني أو تُدمِّر، ترفع أو تخفض، من خلالها يكون الأجر، كما أنها تكون أداة وزر، والعقلاء من يُسخّرونها لخدمة دينهم، ثم أمتهم، ووطنهم ومجتمعهم، وقرابتهم وجيرانهم وزملائهم. [email protected]