رحمكِ الله حياة الدهيم رحمة تسع السموات والأرض، ترفرف على روحك الطاهرة التي عرفناها محبة معطاءة مخلصة لدينها ثم وطنها، روح كانت بيننا متألقة متسامحة مع نفسها ومع الآخرين، غمرتنا جميعًا بقلبها الطيب الحنون الذي يشبه كثيرًا قلب الأم الكبير، وبابتسامتها التي تعلو محيّاها، ونظرات عينيها التي كانت ترسل لكل من حولها معنى الحب الحقيقي، والاحترام، والاتصال الإنساني في أروع صوره. نسأل الله لكِ رحمةً بعدد كلِّ تلك الكلمات الجميلة التي تفوّهت بها، والتي من خلالها أرسلتِ لنا رسائل الود، وأنتِ تطوفين أرجاءَ الوطن باسم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي آمنتِ بفكره وأهدافه، فكنتِ سفيرةً للتدريب في كل بقعة من بقاع الأرض الطيبة، وطنكِ الذي عاش في داخِلكِ وفي أعماقِكِ، تنشرين مع ثقافة الحوار ثقافة الحب والتعايش بصحبة رفقة طيّبة، عرفتكِ منذ زمن قصير، ولم ألتقِ بكِ كثيرًا، لكن استشعر روحكِ الطيبة في كل حين، وأسمع صدى صوتكِ العذب، وأتخيّل مقامكِ بيننا في قاعات التدريب مع أستاذة آمال المعلمي. دعوات بالرحمة تتنزل عليكِ من كل مَن عرفوكِ، ونهلوا من معين خبرتِكِ وعلمِكِ وخُلقِكِ الرفيع. كنتِ ومازلتِ رمزًا وطنيًّا نفخر به، وسفيرة للحوار والتدريب على مهارات الاتصال الفعّال، ومستشارة أسرية، وخبيرة تربوية يُشار لها بالبنان. لن نفتقدكِ حياة، بل ستبقى ذكراكِ العطرة تطيّب مجالسنا وحياتنا، لأنكِ طيّبة "حيّة وميّتة"، الإنسان في هذه الحياة له مشوار يقضيه، وما هو إلاّ خطوات وأنفاس، إن انتهت في قدرٍ معلومٍ ومكتوبٍ انتهت حياته، ولكن ما أطيب وما أجمل تلك الخُطى التي خطتها قدماكِ، وأنتِ في كل بقعة من بقاع المملكة، لكِ أحبة يَذكرونك بخير وأنتِ تقومين بواجب وطني هدفه نشر ثقافة الحوار، كل أرض أقمتِ فيها ولو ليالٍ معدودة ستشهد لكِ يوم القيامة بالخير الذي زرعتهِ، والعلم الذي نشرتِهِ في قلوب كل مَن تعاملوا معكِ، بالحب الذي تغلغل في قلوبهم، والأثر الذي لا يُنسى، وسيظل عالقًا في وجدانهم. هذا هو الإنسان عندما يُغادر هذه الحياة، يبقى له ما سطّر في سجل أعماله من خيرٍ يُذكر فيُشكر، مهما طال به الزمان أو قصر، هناك نهاية لهذه الرحلة. كم من أُناس يعيشون بيننا، ويموتون ولا يتركون خلفهم أثرًا، وآخرين لا نستطيع أن نحصي لهم كمًّا من المواقف الطيّبة والذكرى الجميلة في حياتنا، ولكنها في كتاب لا يضل ولا ينسى. لا أملك إلاّ أن أُقدِّم واجب العزاء لأهل الغالية التي رحلت إلى دار الحق، وأسال الله لها الفردوس الأعلى، كما أتقدّم لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أيضًا بالعزاء، وأسأل الله الصبر والسلوان للجميع، (إنا لله وإنا إليه راجعون). [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain