عندما تدور بنا الأيام ويصل بنا الزمان إلى العيد الأكبر عيد الأضحى المبارك، يقف المسلم متأمِّلًا عظمة هذا الدين، الذي أكرمنا الله بأن نكون من أتباعه، وممَّن يُؤمنون بمحمد -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا للأنبياء والمرسلين. المسلمون من كل أصقاع الدنيا يَقْدِمُون إلى هذه الديار المباركة، وهُم في شغفٍ شديد، كم عانوا كثيرًا، وتعبوا من أجل جمع المال الذي يوصلهم إلى هنا. نحن أهل المدينةالمنورة -منذ طفولتنا- سعدنا باستقبال ضيوف الرحمن، كانت فرحتنا لا تُوصف ونحن نستضيفهم في بيوتنا، وكأنهم بين ذويهم وأهليهم، نحاورهم، ننهل من ثقافتهم، ونتعلّم من خبراتهم، ونطّلع على عاداتهم وحياتهم، فنسعد بهم ومعهم. حتى إذا جاء يوم الوقوف بعرفة خرج أهل المدينة لزيارة المسجد النبوي الشريف، وتناول طعام الإفطار مع الصائمين في هذا اليوم المبارك، وقد خلا المسجد من زواره ليكون في استقبال أهل المدينة الذين طال اشتياقهم له بعد أن تركوه للزوار، ينعمون بالصلاة والدعاء في جنباته الطاهرة. كم هو العيد جميل بالأحباب والأهل والأصحاب، وصلة ذوي القربى والأرحام، كما أوصانا ديننا الحنيف. تبقى الأم هي العيد إن كانت من أهل الدنيا، فهنيئًا لمن أكرمه الله بوجودها، وبفيض حنانها، ودعواتها ورضاها، وكم ينتقص العيد من فرحته إن غابت الأم بجسدها الطاهر الطيب، ولكن تبقى روحها لا تغيب، وصوتها ونبضات قلبها لا تتوقف، وحنانها الفياض ودعواتها مازالت تتردد في مسامعي، ولن تتوقف إلى آخر لحظة من عمري.. هذه هي الدنيا، لقاء وفراق، حياة وموت، وتستمر عجلة الحياة. توقفتُ عند تقرير إخباري وسعدتُ به، حيث تحدَّث عن شباب يعملون في توفير حاجات حجاج بيت الله الحرام، بحثًا عن الرزق الحلال والبركة في المال والصحة والأولاد. رسالة جميلة ينبغي أن تصل لكل العالم: نحن هنا في خدمة ضيوف الرحمن، لأن الله اختارنا لهذه المهمة العظيمة، وهذا فضلٌ وكَرَم يستوجب منّا الشكر على هذه النعمة. خاتمة القول: «نبض الحياة».. العيد يتجدد في قلوبنا بمعناه الحقيقي، إذا استشعرنا نعم الله علينا، هُناك أُناس يكرمنا الله بصحبتهم ليكونوا لنا عيدًا في كل وقتٍ، منبعًا للسعادة التي ننشد، والراحة والسكينة والطمأنينة، فلنحرص على بقائهم ووجودهم، فهم الأمل والنبض وسعادة الروح التي نبحث عنها في خضم زحمة الحياة التي نعيش. ما أجمل أن تجد الروح من تآلف، وتسكن إليها بعد طول عناء في حياة مليئة بالهموم والمشاغل والمشاكل. لنسعد من حولنا بشعاع ينبع من دواخلنا، من أرواحنا التي اشتاقت كثيرًا للسكينة والطمأنينة. دامت الأعياد في حياتنا، عامرة بالحب والتآلف وصفاء القلوب.. كل عام وحياتنا أجمل نحن ومن نُحب ومن أحبَّنا بكُلٍّ خيرٍ وسعادة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain