من أروع التجارب في حياتي تلك التي جمعتني بطالبات موهوبات في محافظة ينبع، عندما كنت مشرفة للموهوبات، في الأسابيع الماضية كان الوطن على موعد مع نخبة مميّزة من طلاب وطالبات موهوبات من كل أرجاء المملكة، اجتمعوا على ثرى الرياض العاصمة الحبيبة، جمعتهم موهبة تلك المؤسسة الرائدة في المنطقة، تحية لكلِّ مَن يرعى الموهبة في وطني بمداد من الفخر، عبر بوابة الأولمبياد الوطني (إبداع)، كم أنتَ مبدع يا وطني، يا مَن تفتح ذراعيك لتحتضن بحب وفخر كل هؤلاء، لنصل بهم إلى بوابة العالمية. اسمحوا لي أن أسطر هنا عن إنجاز طالبتين من ينبع الصناعية، وبالتحديد من الثانوية الثانية بالهيئة الملكية، هما: "رغد سندي، ونداء محمد" اللتان قدمتا مشروعًا مشتركًا للعام الثاني على التوالي، حيث تعلّمتا من خبرة تراكمية كيف تطوّران مهارات البحث العلمي لديهما، وكيف تستفيدان من تجارب وخبرات علمية بحثية، واستخدمتا أدوات البحث العلمي، وتدربتا على أيدي خبيرات من مشرفات ومدربات في قسم الموهوبات، فلهن جميعًا أصدق تحية، وأرق تهنئة بهذا الإنجاز. مشروع المبدعتين كان بعنوان: (نحن لسنا أصدقاء)، يتحدث عن استخدام حمض عضوي للحد من تأثير جلوتومات أحادي الصوديوم، كم هو جميل هذا الوعي عند طلابنا وطالباتنا بمشكلات نعايشها في عصرنا هذا، فالإحساس بالمشكلة هو بداية فكرة البحث العلمي. هاتان الطالبتان أصرّتا على تخطي كل الصعوبات، واستخدام أدوات الفكر والبحث العلمي بخطواته المعتمدة، فأبدعتا بإصرار عجيب على تحقيق إنجاز باسم كل واحدة منهما. تذكرت تلك العيون البراقة، والتي من خلالها أرى بوابة المستقبل الواعد المشرق لوطني الذي أحب وأعشق. إنّها عيون "رغد ونداء" وكل طالبة موهوبة التقيت بها في مشوار حياتي العملية. الأمل يحدوهن بأن مَن سار على الدرب وصل، وأن العزيمة والهمة العالية، والثقة الكبيرة، والإيمان الذي لا يتزعزع بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. هاتفتني ابنتي "رغد" وهي مقبلة على لجنة التحكيم في الرياض، وسعدت بتواصلها معي، لأنها أرادت أن تسمع مني كلمات تعيد لنفسها التواقة للعلا السكينة والطمأنينة، رافقتها عن بُعد إلى أن وصلت إلى آخر اللحظات وقت إعلان النتائج، كنت معها من المدينة النبوية أدعو الله لها بالتوفيق والسداد، وأقول: ابنتي.. النجاح الحقيقي هو وصولك لهذه المرحلة النهائية في التصفيات، ولن يضيعك الله، وما هي إلاّ لحظات وعمّ الفرح أرجاء الوطن، وغرّدت ينبع مع كل مدن المملكة فرحًا وطربًا بإنجازات تحققت للمتأهلين والمتأهلات، ليمثلوا الوطن في المحفل الدولي إلى أمريكا، هناك لنا موعد -بإذن الله- مع إنجازات شبابنا. ابنتاي "رغد ونداء"، كم نحن فخورون بكما، أنتما ومَن رافقكما في هذه الرحلة العلمية، لتستمروا على دروب البحث العلمي وطلب العلم، حتى تصلوا إلى أفضل المواقع العلمية والعملية، فالوطن ينتظر منكم، ويعول عليكم كثيرًا. حاورت "رغد" قبل كتابة كلماتي هذه، وسألتها: ماذا تريدين في مستقبل أيامكِ؟ فقالت: أريد أن أحققَ مزيدًا من الإنجازات في بلدي، وأن تشاركيني فرحتي، فذرفت عيناي دموع الفرح والسعادة والفخر بابنة رزقني الله بها عبر بوابة الحوار، التقينا حينما دربتها ضمن برنامج إعداد الطالبات الموهوبات قبل عامين. يحق لي أن أفخر بمثل هذه النماذج من بنات الوطن، وهن متسلّحات بالعلم، وبمهارات الاتصال الفعّال، والحوار البنّاء، ومزيدًا من الثقة بالنفس، امتلكنها عبر تدريب مكثف. شكرًا مداد الكلمات لملك يرعى الموهبة عبر مؤسسة فريدة في عطائها وتميّزها، تعمل وفق منظومة متكاملة، وهو الملك الذي يرعى الحوار، ويراهن على أنه سبيلنا لتحقيق مزيد من الإنجازات. شكرًا للحوار الوطني الذي كان سبيلي لقلب "رغد" وغيرها من طالباتي. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain