الموهوب، المبدع، العبقري، المبتكر، المخترع.. سماتٌ تُطلق على فئةٍ من البشر، حباهم الله بميزات عظيمة، وأعطاهم قدرات عقلية فائقة؛ لا تُماثل مَن هُم في مثل سنّهم، هم أحق الناس بالرعاية والاهتمام. ونحن اليوم في هذا العصر الذي نعيش فيه؛ نسمع كل يوم عن إنجاز جديد يُسجّل في سجلات البشرية، وأفكار إبداعية من قبل أبنائنا وبناتنا الموهوبين والموهوبات، ويحق لنا أن نفخر بهم، ونفاخر الأمم، هؤلاء أبدعوا وأنجزوا؛ لأن هناك رعاية قُدِّمت لهم، وخبراء متخصصين قدّموا لهم استشارات علمية، وتلقّوا تدريبًا عاليًّا في مجال البحث العلمي والابتكار، وخطوات التفكير العلمي، ونحظى بوجود مؤسسة موهبة التي يدعمها ويرعاها قائد مسيرة هذا الوطن -حفظه الله-. ومازال معنا وبيننا المزيد من المبدعين والموهوبين بحاجة إلى الكشف عنهم، ومن ثم رعايتهم وتقديم الدعم النفسي والمادي لهم، وتوفير البيئة العلمية الجاذبة لتحقيق مزيد من الإنجازات، ومازالت الإمكانات المتاحة في بعض المناطق لا ترضي طموح هؤلاء الموهوبين، ولا من يُشرف عليهم. هناك أمر أودّ التطرق إليه في كلماتي هذه عن الرعاية النفسية للموهوب، لاحظتُ بعض مَن عرفتُ منهم وتأمَّلتُ في سلوكياتهم وطباعهم وتواصلهم مع الآخرين، ما بين منطوٍ على نفسه، قليل الكلام، وعديم الاتّصال مع مَن حوله، وآخر مغرور متعالٍ، أو أنه يعاني من عقدة ما، نتيجة ظروف اجتماعية يعيشها، تساءلت حينها: كيف السبيل إلى العناية بنفسياتهم، وتعديل سلوكهم، ومخاطبة عقولهم وأرواحهم باللغة التي يفهمون؟ وهم مَن يتمتّعون بقدرٍ عالِ جدًّا من الثقافة والفكر، ولديهم حب الاطّلاع، وهم مَن يُدركون تمامًا تميّزهم عن أقرانهم، فلا يجدون أنفسهم مع ذويهم، ولا مع زملائهم في نفس المرحلة العمرية، يشعرون بالغربة الزمانية والمكانية، وهذا الإحساس إن لم يتم معالجته وتداركه، قد يؤدّي إلى أمور لا نعرف عقباها. * رسالتي أوجهها أولاً إلى الآباء والأمهات والمربين والمربيات: الموهوب والمبدع المتميّز من أبنائكم هبةٌ من الله لكم ولمجتمعهم، هم أمل المستقبل، ورهان نُعوِّل عليه كثيرًا في دفع عجلة التنمية، وبناء الوطن، فاحرصوا على التزوّد بالمعلومات الكافية والمتجددة فيما يخص رعاية الموهوبين، واستشيروا ذوي الاختصاص ليكونوا لكم عونًا في تربيتهم ورعايتهم. احرصوا على اقتناء الكتب والمراجع، وحضور المؤتمرات العلمية في مجال الموهبة، فهي فرصة حقيقية لاستيعاب ما يدور في خلد أبنائكم، ومعرفة المزيد عن عالمهم. * إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم: نحتاج إلى مزيد من برامج الرعاية في مدارسنا، ونطمح إلى وجود مدارس متخصصة للموهوبين في كل منطقة من مناطق المملكة، فنحن نمتلك كنوزًا لم تُكتشف بعد من عقول المبدعين، البرامج تحتاج إلى التطوير والتنوّع والاستمرارية على مدار العام، أبناؤنا لديهم شغف بالعلم والمعرفة، نحتاج إلى مساهمة القطاع الخاص، والشراكة المجتمعية من الشركات الكبرى والبنوك للقيام بواجبهم الوطني، ودعم المشروعات ماديًّا، وتوفير مراكز علمية بحثية، فنحن نعاني كثيرًا من قلة الموارد والمواد الخام التي يحتاجها المخترع والمبتكر، وهناك من تمنعه ظروفه المادية من استكمال مشروعه، وبعد الانتهاء منه هُم بحاجة إلى مَن يُسوّق لهم ابتكاراتهم، وتتحوّل من أفكارٍ إلى منتج محلي، ومن ثم إقليمي، بل وعالمي. نحن أولى الناس بهم، وبإبداعاتهم، وبنتاج فكرهم، زاد الله أبناء وبنات الوطن تألقًا فكريًّا، وإبداعًا علميًّا. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain