الولايات المتحدة وأصدقاؤها الغربيون لم يدركوا لحد الآن حقيقة أنه، خلافا للحروب السابقة بين العرب والكيان الاسرائيلي فإن جبهة المقاومة التي استلهمت الدرس من الثورة الإسلامية في إيران قد انتصرت في جميع حروبها مع هذا الكيان (في حرب تموز وحربي غزة) وإن الحرب على سوريا غير مستثناة من هذه القاعدة. طهران (فارس) وفي تحليل له نبه "مصطفى ملكوتيان" عضو المجلس العلمي لجامعة طهران إلى أن بداية الحرب على سوريا كانت عندما حاولت الدول الغربية والرجعية العربية، خشية اتساع رقعة الصحوة الإسلامية في المنطقة، عزل سوريا عن معسكر المقاومة عبر حرب موجهة ليتآمروا فيما بعد على باقي أقطاب المعسكر مضيفا: "لم يأل هؤلاء أي جهد في هذا المجال فقد أقصوا سوريا عن الجامعة العربية وقطعت عدد من هذه الدول علاقاتها معها". وأشار الخبير إلى أن صمود النظام والشعب السوريين بوجه المؤامرة وتدفق الإرهابيين التكفيريين من عشرات دول العالم أدى إلى انهزامات متتالية للأخيرين ما وضع داعميهم أمام حقيقة مفادها أن كل مخططاتهم ومساعيهم باءت بالفشل وأن إعلان خبر انتصار النظام والشعب السوريين على الإرهابيين بات وشيكا وأضاف: "هذا الخبر كان سيغير المعادلات السياسية في المنطقة لصالح المقاومة ويؤسس لحالة اللارجعة ويرسخ هزالة موقف أميركا وحلفائها في أذهان الرأي العام". ومشيرا إلى تخلي أمير قطر عن السلطة لولي عهده وتخبط اردوغان في مشاكله لفت ملكوتيان إلى أن داعمي الإرهاب لم يفلتوا من تداعيات هزيمة الإرهابيين حتى في هذه المرحلة، موضحا: "الولاياتالمتحدة وأصدقاؤها الغربيون لم يدركوا لحد الآن حقيقة أنه، خلافا للحروب السابقة بين العرب والكيان الصهيوني، فإن جبهة المقاومة التي استلهمت الدرس من الثورة الإسلامية في إيران قد انتصرت في جميع حروبها مع هذا الكيان (في حرب تموز وحربي غزة) وإن الحرب على سوريا غير مستثناة من هذه القاعدة". وحث الخبير هؤلاء على الإذعان لحقيقة "مرة" اخرى وهي إعلان سوريا انتصارها قائلا: "عدم الإذعان لهذه الحقيقة قد يجرهم للدخول في سلسلة حروب إقليمية ضخمة ستطرد الغرب وأصدقاءه من هذه المنطقة الاستراتيجية إلى الأبد وتؤسس لنقطة البداية لتحولات أوسع في النظام الدولي وعندذاك ستكون ظروف العالم مهيئة لتغيير هيكلية مجلس الأمن الدولي ولن يعود الغربيون قادرين على التحكم بالشعوب المستضعفة عن طريق "الفيتو"". ومؤكدا أن من الواضح أن مساعي الغرب المناوئة لمعسكر المقاومة عبر الترويج لقصص زائفة كاستخدام نظام الأسد للكيمياوي لن تستطيع تغيير الأوضاع لصالحهم، موضحا: "إذا نفذ الغرب تهديداته بضرب سوريا فسيندم سريعا لأن أمن "إسرائيل" التي تمثل "كعب أخيل" بالنسبة لهم سيكون مهددا". ولفت مصطفى ملكوتيان إلى أنه لو كان الغربيون قادرين على تدارك فشل المسلحين المدعومين من قبلهم عبر الحرب المباشرة لما صبروا عليها لأكثر من عامين، مبينا أن السبيل الوحيد الذي كانوا يتصورونه للنصر هو إثارة حرب إرهابية في سوريا وصراعات طائفية في المنطقة، مضيفا: "بناء عليه فإن هزيمة الجماعات المسلحة في سوريا تحولت اليوم إلى كابوس يقض مضاجع الولاياتالمتحدة وحلفائها الذين سيدفعون بلا ريب ثمن التآمر على شعب سوريا وحكومتها ومحور المقاومة عبر التفريط بأصدقائهم ومراكز تسلطهم في المنطقة والعالم". وشدد الخبير على أن الغرب وبسبب سلوكياته السلطوية متورط اليوم في سلسلة من الأزمات الفكرية والسياسية والاقتصادية ولم يعد قادرا، بل ولا يطيق، الدخول في صراعات طويلة الأمد مردفا: "إذا تورط الغرب بالخطأ في مثل هذه الصراعات صراعات مع قوى متحمسه تحمل أهدافا سامية فلن يظفر إلا بالمزيد من الذل والصغار والهزائم".