مما لا شك فيه أن الذي مهد الطريق للجماعات المسلحة ومعارضي الحكومة السورية، وفقا لوعود اوباما شخصيا والدور الذي لعبته "إسرائيل" في هذا السياق، هو قضية استخدام السلاح الكيمياوي. سوريا (فارس) وإشارة إلى تقرير الBBC في مطلع أيار الماضي الذي نقل عن اوباما قوله: "لا يمكن التنبؤ من الآن في سيناريو إرسال قوات أميركية إلى سوريا" فقد نقل الخبير الاستراتيجي الإيراني "حسين طاهري" في تحليل له عن التقرير نفسه أن اوباما قد أكد ثانية أن الأدلة الدامغة التي تشير إلى استخدام سورية لأسلحة كيمياوية ستغير قواعد اللعبة لكنه (اوباما) استأنف: "سوف لن أتسرع في اتخاذ أي قرار في هذا الشأن". وأضاف التحليل أن "تشاك هيغل" وزير الدفاع الأميركي كان قد صرح أن بلده لم تعد تعارض خيار تسليح المسلحين في سوريا وقال: "كما أن باراك اوباما الذي كان يزور كوستاريكا في تلك الأيام قد أكد للصحفيين أنه وبصفة كونه قائدا للقوات المسلحة لا يستطيع تفنيد أي خيار لأن الظروف (كما يقول) متغيرة". وفيما أشار الخبير إلى تحذير اوباما لسوريا في حينه من أن استخدام الكيمياوي يعد خطا أحمرا وأنه ثمة أدلة على استخدامه في سوريا فقد نبه إلى قول اوباما: "نحن لا نعلم متى وأين وكيف استخدم السلاح الكيمياوي، وفي حال توفر أدلة دامغة فستتغير قواعد اللعبة إذ من المحتمل أن يقع السلاح بيد جماعات مثل حزب الله في لبنان" على حد زعمه. ولفت إلى تقرير "نيويورك تايمز" في تلك الفترة والذي جاء تحت عنوان "إسرائيل ترى أن رد أميركا على سوريا سيمثل المحك لتعاطيها مع إيران" ونقل طاهري عن التقرير قوله: "في الوقت الذي يبحث اوباما عن الرد المناسب على استخدام سوريا للكيمياوي ينتظر زعماء "إسرائيل" رد فعله إزاء الملف النووي الإيراني وكيفية تعاطيه معه مستقبلا". وفي السياق نفسه أكد أحد قادة جيش كيان العدو للصحيفة: "إذا تم قصف المواقع فسيقع ما كنا نخشاه، وإذا تطور الأمر إلى حرب برية فقد نتورط في حرب داخلية لا مفر منها تُستهدف فيها القوات الأميركية والحليفة". والملفت (يقول طاهري) أن "ديف الكين" مساعد وزير خارجية الكيان يكمل تصريحات اوباما عبر لقاء إذاعي قائلا: "السؤال المطروح هو: هل علينا الالتزام بهذا الخط الأحمر؟ ولو أدركت إيران مرونة الخطوط الحمراء المحددة من قبل "المجتمع الدولي!" فهل ستستمر في أدائها؟". وبينما قدم المحلل عدة استنتاجات منها أن تعيين الخطوط الحمراء منذ مدة كان تمهيدا للضربة العسكرية وأنه حينما تسجدي المعارضة والجماعات المسلحة مساعدة العرب ومجلس تعاون الخليج الفارسي والغرب فإن الإعلان عن استخدام سوريا للكيمياوي يفتح لهم الطريق منبها: "لكن السؤال الأساسي هو: في الوقت الذي تسعى المعارضة ويحاول المسلحون في سوريا لاستجداء المساعدات الدولية وعندما تضع أميركا قضية استخدام نظام الأسد للكيمياوي شرطا لتعاونها معهم، فلمصلحة من سيكون استخدام السلاح الكيمياوي حينئذ.. لمصلحة بشار الأسد أم المسلحين؟". وأكد أن هذا الفعل البشع وغير الإنساني يصب لصالح الجماعات المسلحة التي لا تتوانى عن ارتكابه بعد أن شاهدنا مرارا فضاعة المشاهد التي اقترفتها في سوريا مشيرا الى أن: "استنفار وكالات الأنباء الغربية في إذاعة الخبر ينبه لمشروع مسبق الإعداد بعد أن طبلت لمدة بأن استخدام النظام السوري للكيمياوي يعد خطا أحمرا". ومحذرا من أن سوريا ليست أفغانستان أو العراق أو ليبيا وأن الظروف الراهنة حسب معادلات القوى العالمية لا تمت إلى الماضي بصلة ختم المحلل بالقول: "الهجوم العسكري ستكون له انعكاسات غير قابلة للتدارك على الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني وإن الساسة الأميركان يعلمون بذلك قبل غيرهم". /2336/