في سياق المصالح كل التناقضات ممكنة؛ والدليل ما نشاهده ونسمع به ونقرأ عنه من أحداث بخصوص المطالبة بالديمقراطية المزعومة، التي لا وجود لها على الإطلاق في أي من دول وبلدان العالم؛ وبالتالي فالوقوف أمام شعارات مردديها والعازفين على أوتارها ليس سوى مضيعة للوقت لا أكثر على الإنسان العادي؛ ما يجعله يضيع من أوقاته سدى دون نفع أو فائدة تُذكر..!! وطالما الأمر بات كذلك – ولا شك - فحري بهذا الإنسان أن يهتم بشؤونه الخاصة وأموره الأسرية والاجتماعية والعملية والمستقبلية بالبحث الجاد عن سبل الأمان المعيشي والروحي والنفسي، بقيامة بصلة الرحم من حوله وعباداته وصلواته اليومية "صبح مساء"، وتأمين قوت أبنائه ومتابعة دروسهم ومراقبة تعاملهم في المجتمع "سلوكاً وتصرفاً" بدلاً من إضاعة الوقت هدراً واستنزاف صحته في تتبع الإعلام المفتوح والقنوات الفضائية ذات التوجهات والأجندة الخاصة ونشرات أخبارها وبرامجها الحوارية المتعلقة بالشأن السياسي والفكري..!! فما حدث في بلدان الربيع العربي لم يغير من اتجاه المسار في شيء.. فلا من في تلك البلدان تحقق لهم ما كان يريد المرء منهم ويحلم، ولا أولئك الذين قضوا من الأيام والأشهر الطوال "معتصمين" في الميادين وصلوا لأهدافهم ولا حتى تحسنت أوضاعهم..!! إذن، نخلص لحقيقة واضحة، أن الديمقراطية المزعومة ومن كان ينادي بها هناك لا يزال فهمها عصياً على الإنسان العربي البسيط وحتى المثقف؛ وقد يحتاج لعشرات السنين للوصول لمفهومها على الأقل، فضلاً عن التعامل بها وتطبيقها الفعلي؛ ذلك أنها غير واضحة أو ثابتة على أُصول، وإنما شعارات رنانة يرددوها المتمصلحون من أصحاب الأهداف واللاعبون على أوتارها بحرفية في الميادين والمنابر الإعلامية..!! العدل والسلام هما ما تحتاج إليهما الشعوب في أي مكان من هذا العالم، وليس المطالبة بالديمقراطية؛ فالتغيير لا يصنع الفوارق، وما حدث في بلدان الربيع العربي "تونس، ليبيا، العراق، اليمن، سوريا ومصر" خير دليل.. بل على العكس تماماً، أدى إلى مزيد من الاستنزاف والقتل وهدر الطاقات والتشريد، وأحدث فوضى عارمة لا تُطاق، وإلى تردٍّ في المعيشة لأدنى الدرجات في المستوى..!!