لفت الرئيس اللبناني ميشال سليمان، إلى أن «التنكر ل(إعلان بعبدا) في غير محله، فهذا الإعلان هو تطبيق لوثيقة الطائف، وليس إلاّ تطبيقًا للدستور اللبناني وهو تجديد التزام اللبنانيين بالميثاق الوطني العام 43 وبوثيقة الوفاق الوطني في الطائف، وهذا الاتفاق ناقشناه وأقر عندما بدأت الأحداث في سوريا وبدأ التدخل في هذه الأحداث في سوريا، وكان القصد منه تجنيب لبنان تداعيات هذه الأحداث»، وخلال حفل تدشين سوق تجاري في جبيل في جبل لبنان أمس الجمعة، قال سليمان: «اتفاق الطائف أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، وأدخل إصلاحات على الدستور اللبناني وقعه اللبنانيون في العام 1989 بمدينة الطائف السعودية»، وتابع: «كما أقر العلاقات المميزة مع سوريا ونص على أن هذه العلاقات تتجسد باتفاقات تعقد بين البلدين، والعلاقات المميزة لا تتم عبر تحفيز أو دعم فريق ضد آخر، بل يجب أن تكون مع كافة أبناء سوريا، ولذلك علينا الابتعاد عن التدخل بالمشكلات، لا بل تقديم المساعدة لحل الأزمة في سوريا، والعلاقات المميزة تبنى على الاحترام بين الدول وعبر الحكومات وليس عبر الأحزاب، تبنى عبر المؤسسات وهكذا تبنى العلاقات المميزة مع الشقيقة سوريا»، وأضاف: «دفعنا عشرات السنين ثمن ديمقراطيتنا هجرة اقتصاد وأمن ودمار، علينا ألاّ ندفع ثمن ديمقراطية غيرنا، بل بالعكس يجب أن نكون المثال للجميع». من جهته، اعتبر النائب أحمد فتفت: «أن تداعيات الضربة العسكرية المفترضة على سوريا، بدأت تظهر تباعًا في لبنان، وذلك من خلال زيادة أعداد اللاجئين السوريين واستخدام مطار بيروت الدولي من قبل عدد كبير من السوريين وعائلات بعض المسؤولين»، أما التداعيات الأمنية والعسكرية فأشار فتفت إلى أنها «تبقى رهن موقف حزب الله بعيد توجيه الضربة وتبعًا لطبيعتها وحجمها»، ورأى فتفت، في حديث إذاعي أمس، أنه «وحتى لو كانت الضربة موضعية، لا يمكن ضبط ردود الفعل لا شعبيًا ولا سياسيًا ولا عسكرياً»، لكنه أكد أن «الأمور تختلف إذا أتت الضربة قاسية بما يقلب موازين القوى، وربما تكون على المدى المتوسط لصالح لبنان بحيث تحلّ الأزمة السورية سياسيًا ويعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم»، وثمّن النائب فتفت مبادرة رئيس الجمهورية، الداعية إلى تشكيل حكومة جامعة، استنادًا على إعلان بعبدا، موضحًَا أن «ذلك يعني الالتزام بالنأي بالنفس وتحييد لبنان عما يجري في سوريا، ما يحتّم الانسحاب الكامل لأي مقاتل لبناني موجود في سوريا»، مشيرًا إلى أنه «تحت هذا العنوان تُحل كل المشكلات ويتم تشكيل الحكومة». من جهتها، دعت بريطانيا رعاياها إلى عدم السفر للبنان إلا في حالات الضرورة القصوى، كما دعت مواطنيها الموجودين في لبنان، إلى عدم الذهاب إلى طرابلس والمخيمات الفلسطينية والحدود اللبنانية - السورية وبعلبك والهرمل وعرسال في البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وأكدت أن هذا التحذير بسبب الخطر الداهم من قبل الإرهابيين، مشيرة إلى أن الوضع الأمني في لبنان قد يتدهور فجأة، داعيةً البريطانيين في لبنان إلى المغادرة في حال لم يكن وجودهم في لبنان ضروريًا.