وجه خطيب جامع أم الخير في شارع التحلية بجدة الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس التي استغرقت 30 دقيقة، بعض النصائح والتوجيهات للطلاب وللمعلمين وبين مهمة التعليم الأساسية، حيث قال بمناسبة ابتداء العام الدراسي: نتوجه بهذه الوصايا.. أيها الطالب أناشدك الله أن تنوي العبادة في دراستك، فإن طلب العلم أشرف العبادات وليكن شعارك: «اللهم اجعل علمي خالصًا لوجهك الكريم، اللهم أشهدك أني في عبادة»، وعليك بالقرآن نريدك أن تجعل القرآن منطلقك ومحور تحركاتك، وما ضل بعض من طلابنا إلا بسبب ابتعادهم عن القرآن، أيها الإخوة ادخلوا بعض مدارسنا لتروا الجدران موسخة، ولتروا المقاعد مكسرة، ولتجدوا النظافة معدومة، من الذي فعل هذا؟! هل هم أعداء الإسلام والمسلمين؟! لا، إنهم بعض أبنائنا والذين لهم ولعٌ غريب في التخريب والإفساد، ألا يعلمون أن الله عز وجل يقول: «وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ»، وأن الذين يفسدون في الأرض سيجعلهم الله في الدنيا خاسرين وفي الآخرة أذلاء فما بالنا نُفْسِد؟! وما بالنا نخرب؟! لذلك نحن نطلب من كل الناس ومن كل الآباء أن يوجهوا أبناءهم إلى أن العناية بالمدرسة عبادة، ولأنه من يخرب في طرق المسلمين ومرافقهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، هكذا بيّن لنا النبي.واحترامك لمدرسك يدل على أنك تربيت على الاحترام، وأنك تعيش في بيت محترم يُعَلّم أبناءه احترام الآخرين وعدم احتقارهم، مما ينعكس على سمعتك وسمعة عائلتك بكثيرٍ من الإعجاب والتقدير، فلا تسئ إلى نفسك وإلى أبويك بعدم احترامك لمعلمك، واعلم أن احترام الناس لك يكون بقدر احترامك لهم.أما المعلمون فنقول لهم: أيها الأفاضل، إن المهنة التي تؤدونها مهنة عظيمة وباب واسع من أبواب نيل الحسنات والرفعة في الدرجات، وهنيئًا لكم هذا الشرف العظيم ألا وهو تعليم الناس الخير، لكن لا بد لكم من إخلاص مصاحب لهذا العمل حتى يتحقّق المطلوب، لأنّه لا يقوم عمل إلا بإخلاص. ونحن ننبه على هذا لأننا نرى بعض من شرفهم الله بهذه المهنة يضيعون كل ما يتاح لهم من أجر وخير بسبب تركهم الإخلاص، فترى الواحد منهم لا يؤدي عمله إلا لأجل المال. لذا فإن المدرس الذي يهتم بالتعليم فقط ويهمل التربية لا يستحق أن يكون معلمًا، ولا يستحق الخيرية؛ لأنه لا يعرف قيمة التربية والهدف من التعليم، فإن النقص الحقيقي في التعليم اليوم هو في غياب التربية المصاحبة للتعليم.