صدم مستوى التحكيم في الجولتين الأولى من دوري عبداللطيف جميل الوسط الكروي في المملكة بعد الأداء المتراجع بشكل لافت، فالأخطاء لم تقف على مباراة، بل تكررت في أغلبية المباريات، وكانت البداية مع أول مباراة خلال لقاء السوبر بين الاتحاد والفتح، ثم توالت في لقاء النصر ونجران، وجاءت الصدمة القوية في مباراة الاتفاق والهلال حينما احتسب الحكم هدفين من تسلل للهلال دون أدنى متابعة من مساعد الحكم، فضلاً عن أخطاء أخرى أخرجت الاتفاقيين عن طورهم وتحدثوا في تصريحات فضائية عن تغيير الحكم صبيحة المباراة، وذلك بالتحديد لا يدخل ضمن الأخطاء التي تعتبر جزءا من كرة القدم، فهو خطأ إجرائي حتى وإن كانت ظروف خارجية. ومباراة التعاون والفيصلي كان لها نصيب من الأخطاء وكذلك مباراة الأهلي والنصر. أما الطامة الكبرى فهي في لقاء العروبة والاتحاد حينما حول الحكم عامر زاهر مجريات المباراة في ركلة جزاء مستحقة للاتحاد حسب ما أكد خبراء التحكيم وفي مقدمتهم محمد فودة وعبدالرحمن الزيد، فالكرة التي اعتبرها عامر تمثيلية هي ركلة جزاء صريحة لمهاجم الاتحاد مختار فلاتة ونال على إثرها بطاقة صفراء، ثم كرة أخرى وخطأ واضح للاتحاد داخل المنطقة وركلة جزائية أخرى للاعب نفسه اعتبرها زاهر تمثيلية جديدة ومنحه بطاقة حمراء قلبت موازين اللقاء وأسقطت الاتحاد في الجوف وأسكنت في قلوب الجماهير الرياضية الخوف على مستقبل التحكيم. المفارقة أن أخطاء الحكام التي جاءت في مصلحة أندية، عادوا وتضرروا منها وشربوا من نفس الكأس، ونتفق على أن الأخطاء لم تكن مقصودة ولكنها كانت مؤثرة وغيرت في نتائج المباريات. وكانت لجنة الحكام برئاسة عمر المهنا سعت لمواصلة النجاح الذي تحقق في الموسم الماضي من خلال معسكر في تركيا استعدادا للموسم، إلا أن المستويات الهابطة لبعض الحكام وخصوصا حكم مباراة الاتفاق والهلال تركي خضير «له سابقة اعتداء على لاعب الفيصلي وعوقب الموسم الماضي» وحكم مباراة العروبة والاتحاد عامر زاهر وهي أول مباراة رسمية له في الدوري وكان الاتحاد الضحية، وعلق على أدائه الخبير محمد فودة بأنه لو كان رئيسا للجنة الحكام لاستدعاه وكلفه بمباريات أدنى كونه لم يستفد من الفرصة التي منحت له. واعتبر المتابعون معسكر تركيا الإعدادي بعد المستويات المتراجعة كان للنزهة والترفيه، فالعمل يجب أن يثمر، وفي الموسمين السابقين عسكر الحكام وحققوا النجاح المأمول. والمعروف إن هذه الأخطاء الفادحة لا تلغي نجاحات اللجنة وعملها الدؤوب في الفترة السابقة ولكن تحمله مسؤولية كبيرة في مراجعة حساباتها واختياراتها وأداء حكامها والضرب بقوة من خلال قرارات وعقوبات صارمة تعيد تركيز الحكام في قراراتهم وتوقف نزيف السقوط والتراجع. مراقب