حبست الدموع يومًا ألمًا وحزنًا؛ حينما رأيت أكوامًا من أجساد الأطفال بعد أن مزّقها الرصاص تمزيقًا بالشام الحبيب.. هذه المرة تركت الدموع تنساب وتتقاطر من العينين حينما لاحت بشائر الفرج تعم أرض الكنانة.. الدموع تتقاطر حينما تلم بالقلوب أحزان وكروب.. والدموع تتقاطر حينما تتفرج الأحزان والكروب.. أو هي قريبة من الانفراج حينما تعم الفرحة ولتعود مصر كما ينبغي لها أن تكون في حياة عاشتها وعاش كل من أحبها فانتعشت القلوب.. بدأت طلائع البشرى حينما استمعتُ يوم الأمس ليلًا للأناشيد التي انزوت فترة من الزمن طويلة.. هذه الأناشيد قد انزوت فعلًا بعد تكميم الأفواه من الحاكم الأسبق، إرضاء لإسرائيل أو اشتراطًا من إسرائيل، وغابت أناشيد كثيرة بعضها كان أقوى من السلاح لمن يحمل السلاح، وهو يجتاز خط بارليف.. بسم الله الله أكبر، وطني حبيبي وطني الأكبر، عاش الجندي العربي عاش، تسلم الأيادي.. تسلم يا جيش بلادي... إلخ، كان يهز الأعادي هزًّا.. ليهربوا من أسود اقتحموا حاجز بارليف اقتحامًا في ساعات.. سبقت ذلك كلمات من أبي متعب.. من خادم الحرمين الشريفين.. من الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. من القلب الصادق المؤمن.. من المسلم التقي النقي.. من الضمير الحي الذي طالما جهر بالحق فنادى به.. كشف عن المخبأ فأزاح عليه الستار.. أفرج عن المكنون فكشف عنه ليشرق على العالم أجمع نور الحق.. ليظهر ما تكنه الرجولة والنبل والشهامة والوفاء في أسمى وأروع صور الرجولة والحق والنبل والشهامة والوفاء.. والتفّت الدنيا لتصغي من أرض الطهر والصفاء والنقاء لابن عبدالعزيز.. وأجمعت الدنيا كلها "الإسلامية والعربية" حينما استمعت لأجرأ نداء وأصدق نداء وأخلص نداء.. (المملكة لا تسمح لأحد أن يتدخل في شؤون مصر، وأن يترك أمر مصر لأهل مصر).. أنصت العالم أجمع لكلمات تنبعث من الأرض المباركة.. من التربة التي احتضنت أرض الحرمين الشريفين.. من الرجل الصادق الأمين.. أدام الله عليك نعمة العافية ومد في عمرك وأخذ الله بيد شعب مصر، وأزاح عنه الغمة، وأجمع كلمة الأمة الإسلامية والعربية إلى ما فيه الخير، وليعش العالم كله في أمن وأمان وسلام.