– (خاص) – تقرير : اديب السيد استمراراً لمسلسل الاغتيالات والتصفيات التي تطال الكوادر الجنوبية العسكرية والامنية ، نفذ خلال 24 ساعة ماضية اغتيال ثلاثة ضباط جنوبيين بينهم طيار . تلك الجرائم المتواصلة منذ ما بعد الوحدة اليمنية سيئة الذكر ، إشتدت خلال الاعوام الخمسة الماضية وخاصة بعد اشتعال ثورة الحراك الجنوبي السلمية هام 2007م ، كان آخرها قبل مساء امس واليوم باغتيال ثلاثة ضباط جنوبيين بينهم طيار . الجريمة الاولى وقعت مساء امس الخميس 5 اغسطس 2013م في محافظة لحج اقدم فيها مسلحين كانا على متن دراجة نارية باغتيال العقيد متقاعد " عبد المجيد السلامي " امام منزله بمنطقة المجحفة بلحج ، ولم يعرف مرتكبي الجريمة حتى اللحظة . فيما وقعت الجريمة الثانية ظهر اليوم الجمعة 6 اغسطس 2013م عندما اقدم مسلح يحمل مسدس كاتم الصوت باغتيال العقيد " عمر ربيع بن عمرو " مدير الامن السياسي بمنفذ الوديعة البري بمحافظة حضرموت ، وذلك ثناء خروجه من صلاة الجمعة بمسجد " بابكر " بمنطقة الخبة بمديرية القطن بمحافظة حضرموت ، حيث ولى القاتل هارباً ولم تعرف هويته . اما الجريمة الثالثة فقد حدثت اليوم الجمعة بين صنعاء وتعز الشماليتين ، استهدفت ضباطاً طيارين بحادث مروري ، لقي الطيار الجنوبي " علي صالح السريحي" مصرعه في ضل ظروف غامضة لم يعرف تفاصيلها حتى اللحظة . وتوقعت مصادر بمحافظة الضالع ان يكون الحادث مدبراً ، في اطار التصفيات التي تطال الكوادر العسكرية والطيارين الجنوبيين . الغريب في الامر ان كل تلك الجرائم تقيد ضد مجهول ، فيما لم يجرؤ أي من ضباط البحث الجنائي ومكاتبها او أي مسئول جنوبي على كشف المنفذين ولو لجريمة واحدة من مئات جرائم التصفية المستمرة منذ ما بعد الوحدة اليمنية سيئة الذكر عندما قام فريق التصفيات بسلطات صنعاء على اغتيال اكثر من (150) كادراً جنوبياً من اعضاء الحزب الاشتراكي اليمني . كما كان كشف " يافع نيوز " بمعية صحيفة " القضية " احصائية اعدها الناشط " مختار علوي اليافعي" تقريراً يوضح بالاسماء والارقام الضباط والقيادات الجنوبيين الذين استهدفتهم التصفيات خلال الاربعة الاعوام الاخيرة . وذكر التقرير ان مصادر جنوبية رسمية تتحدث عن أكثر من ( 160 ) شخصية قيادية جنوبية اغتالهم نظام صنعاء بين عامي 90-94م ، وحيث لا توجد لدينا تأكيدات حول هذا الرقم إلا ان هذا ما اكده الرئيسان الجنوبيان البيض والعطاس في عدد من اللقاءات التلفزيونية والصحفية معهم . مصادر جنوبية شبه رسمية تتحدث ايضا عن ضعفي هذا الرقم من الشخصيات القيادية الجنوبية تم اغتيالهم بين عامي 95-2007م وهو عام انطلاق الحراك السلمي الجنوبي الذي اعتبره نظام صنعاء بداية أزمة حقيقية قد تعصف به وهو ما دفعه الى مواصلة استخدام استراتيجته المفضلة في الاغتيالات طالت شخصيات عسكرية جنوبية رفيعة . واشارت الاحصائية المتوافرة إن (68) ضابطا جنوبيا قد لقوا حتفهم في الاربعة الاعوام الاخيرة ، وهذا الرقم لا يشمل النزاعات والحروب التي حدثت بل يقتصر على الاغتيالات السياسية المدبرة والتي تنوعت اساليبها بين العبوات الناسفة واطلاق النار المباشر والكمائن . وتوزعت عمليات الاغتيالات بالتساوي ( 3 ) ضباط برتبة لواء – و( 15 ) ضابطاً برتبة عميد و (36 ) ضابطا برتبة عقيد و( 5 ) طيارين بينهم عقيدين و (9 ) ضباط برتب أقل هم ضحايا نظام صنعاء خلال الاربعة الاعوام الماضية ، وذلك كالاتي : . - كان 2012 م الأكثر دموية حيث لقي اكثر (36 ) ضابطا جنوبيا حتفهم وهو 3 اضعاف العام الذي سبقه . - 2011 م لقي فيه (13) ضابطا جنوبياً حتفهم . - 2009-2010م لقي (20 ) ضابطا جنوبياً حتفهم . ملاحظة : يبدو ان عام 2013م ، هو الاكثر دموية في عملية الاغتيالات والتصفيات التي طالت الكوادر والطيارين والعسكريين الجنوبيين ، حيث وحتى اللحظة لقي العشرات من الجنوبيين مصرعهم في تلك الجرائم التي قيدت جميعها ضد مجهول . وسنصدر بها احصائية بالاسماء والتواريخ لاحقاً . - من يقتل الكوادر العسكرية الجنوبية ..؟ ولماذا..؟ : ترجع مصادر رسمية في صنعاء اسباب هذه الجرائم الى تنظيم القاعدة وهو ما يستبعده كثير من قيادات الحراك السلمي الجنوبي ، والذين يعتبروا هذه الجرائم سياسية بامتياز تستهدف الكوادر الجنوبية ويتهمون نظام صنعاء بالوقوف وراءها . ومن خلال الجرائم المتلاحقة التي شهدتها الساحة الجنوبية واليمنية بشكل عام خلال الاشهر الماضية ، توكد الاحداث ان هناك علاقة وطيدة بين الاغتيالات التي شهدتها التسعينيات ضد الجنوبيين وبين ما يحدث من اغتيالات وتصفيات جديدة . الغريب في الامر ان جريمة ولو واحدة لم تشهد تحقيقات او كشفاً لمن يقف خلف تلك الجرائم ، ولم تقم الاجهزة الامنية التابعة لسلطات صنعاء بالقبض على اي احد من منفذي تلك الجرائم . واعتبرت مصادر سياسية وقانونية جنوبية ان ذلك يعتبر دليلاً على ان هناك يد مخابراتية تقف خلف تلك الجرائم وان تلك الجرائم جرائم سياسية تستهدف الجنوب وكوادره . وتؤكد مصادر جنوبية عديدة في بيانات اصدرتها ان تلك الاغتيالات تاتي من اجل تفريغ الجنوب من كوادره ، خاصة بعد ان باتت الامور تتجه نحو تحقيق هدف الثورة الجنوبية المتمثل باستعادة دولة الجنوب .