السبت 07 سبتمبر 2013 07:39 صباحاً لم تكن صرخات الطفلة السورية ،التي ظهرت على القنوات وهي تبكي وتصيح: (أنا حية ... أنا حية عمو) هي من أيقظت ضمير العالم الغربي والولاياتالمتحدة بالأخص ليخرجوا منددين ومهددين بضرب سوريا ومعاقبة نظامها على استخدامه السلاح الكيماوي ضد المواطنين، وليست نصرة المعارضة السورية كما يدعي البعض. لم تكن هذه الأسباب ولاغيرها التي يُبرر بها المؤيدون لضرب سوريا من قبل الولاياتالمتحدة. بل إن أمن اسرائيل يُحتم على الولاياتالمتحدة أن تشتاط غضباً وأن تعمل ما بوسعها إزاء أي عمل يهدد أمن الصهاينة، فامتلاك سوريا باعتبارها أحد دول الممانعة للسلاح الكيماوي يُهدد وبشكل كبير اسرائيل ومشروعها. لقد عقد العرب آمالاً كبيرة عند وصول أوباما إلى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية للتوصل إلى سلام بين العرب والمحتل الصهيوني، وازداد ذلك الأمل عندما قام أوباما في فترته الرئاسية الأولى بزيارة إلى مصر في عام 2009م وقال: " أن الوضع الفلسطيني لا يُطاق" فهذا الخطاب كان بمثابة رسالة تُطمين للعرب بأن امريكا بقيادة هذا الرئيس هي من سيتولى حل النزاع العربي الصهيوني واستعادة الحق الفلسطيني. مرت الفترة الرئاسية الاولى لأوباما ولم يحدث من ذلك شيء بل كان ذلك الخطاب كخطاب أي رئيس عربي، لتأتي الفترة الرئاسية الثانية للرئيس اوباما وقد ازداد النفوذ اليهودي الصهيوني تعمقاً وتغلغلاً في مراكز صناعة القرار الامريكي. وتزامن ذلك مع انتفاضة الشباب في الربيع العربي مطالبين بالحرية والكرامة واستعادة الحق العربي المغتصب وإسقاط أنظمة العمالة، الأمر الذي أثار مخاوف الصهاينة وهدد مشروعهم؛ فقامت الولاياتالمتحدة بدعم أطراف (الثورجيين) تدين لها بالولاء لتضمن بقاء الهيمنة الامريكية على الوطن العربي. ففي خضم الثورة في سوريا قامت بدعم الارهابيين على أنهم ثوار ضد النظام وجلبتهم من كل معسكرات تدريبها، ولكنها وإلى الآن لم تستطع هزيمة النظام السوري الذي يُعد الشوكة العربية الوحيدة التي تقف أمام المشروع الصهيوأمريكي، ليأتي في هذه الأيام ما يُسمى ب(استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي) لتجد به مبرراً لقصف سوريا والقضاء على نظامها نصرةً للمشروع الصهيوني الذي وعد به أوباما الصهاينة في زيارته لإسرائيل في هذا العام 2013م، هي الأطول في تاريخ الرؤساء الأمريكان إذ استمرت ثلاثة أيام وألقى فيها خطاب؛ حيث عبّر أكد في خطابه على دعم الولاياتالمتحدةالامريكية الكامل والمطلق لتحقيق الحلم الصهيوني المتمثل في إقامة دولة يهودية من النهر إلى البحر ولم يكتف بهذا وحسب بل أنه استهان واستخف بالمنطقة العربية من خلال تجاهله التام للعرب، كما سعى جاهداً لحل الخلاف الناشئ بين تركيا وإسرائيل ليقضي على امال العرب التي كانت تأمل في تركيا دعم الملف العربي في الصراع العربي الصهيوني. اللافت أن خطاب أوباما والذي حظي بانتقادات كثيرة من محللين وسياسيين وكتاب في الغرب رأوا أن فيه إهانة للعرب وتحطيماً لأحلامهم في السلام. وأن هذا الخطاب جسد حقيقة لم يفهمها العرب مفادها ان أمن أمريكا من أمن إسرائيل والعكس وأن الهدف الوحيد لأمريكا في المنطقة هو تذليل الصعاب أمام الصهاينة لتحقيق مشروعهم. إلا أن العرب لم يفهموا . فإلى متى يظل هذا الاستخفاف بالعرب؟ وإلى متى يظل العرب خاضعين للأمريكان ومعولين عليهم؟؟.