د. عبد العزيز حسين الصويغ النهاية التي ينتهي إليها مصير بعض أقوى السيارات صنعاً في الشوارع السعودية ينبغي أن تجعل شركات صناعات السيارات العالمية تُعيد النظر فيما تدّعيه في سياراتها من قوة في التصميم وتحمُّل في القيادة واتزان في الطريق. وأتصوّر أن خبراء صناعة السيارات العالمية يشدون شعورهم من جراء الاندهاش والتعجب لما تؤول إليه سياراتهم على أيدي بعض الشباب السعودي من جراء ممارسات لا يمكن أن تكون في خيال صانعي هذه السيارات. *** لقد مرّ عليَّ صور لسيارات من أشهر طراز وأغلاها ثمناً تحوّلت إلى كتل من الحديد بعد حوادث أليمة تعرضت لها في بعض المدن والشوارع السعودية، فقد تحطمت هذه السيارات بشكل كامل وتطايرت أجزاؤها لمسافة وصلت إلى عشرات الأمتار! ويجد القارئ الكريم إذا تصفح الشبكة العنكبوتية في بعض مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لحوادث مأساوية لا يمكن تصديقها على الطرق السعودية. ويكفي أن تصنف المملكة العربية السعودية بأنها الأولى عالمياً في حوادث السير، ناهيك عن تصدُّر دول العالم في ظاهرة ارتبطت بالسعودية وبعض دول الخليج وهي ظاهرة التفحيط! *** أحد أشهر مواقع الإنترنت الإخبارية نشر خبراً عن التفحيط في الشرق الأوسط، وفي الخليح والسعودية على وجه الخصوص، أبدوا فيه تعجبهم من قدرة سيارات السيدان العائلية، مثل هوندا أكورد وهيونداي سوناتا، وتويوتا كامري وبي إم دبليو 740، على التحكم القوي خلال التفحيط. وقد ذكروا مدى جنون القيام بهذه الحركات في شارع ممتلئ بالسيارات والشاحنات وحتى باصات المدارس (مع العلم أنه كان باص نقل خاص بإحدى الشركات)، وأن قائدي السيارات والركاب حتى لم يقوموا بربط حزام الأمان! *** ووصلت سمعة التفحيط في السعودية عالمياً إلى درجة ألهمت مغنية بريطانية للاستعانة ب"مواهب" السعوديين في التفحيط. فوفق ما تقوله صحيفة "الجزيرة" 09 فبراير 2012، طرحت المغنية البريطانية (M.I.A)، ألبومها الجديد في عام 2012، متضمناً أغنية تحمل عنوان (Bad Girl)، جعلتها عنوان الألبوم، والتي صوّرتها في منطقة صحراوية بالمغرب، مستعينة بمشاهد التفحيط في السعودية التي اشتهرت عبر موقع (YouTube) على الإنترنت. وذكرت الصحيفة، أن المغنية البريطانية، استعانت أيضاً بمشاهد حركية خطيرة يقوم بها بعض الشباب السعودي أثناء قيادتهم للسيارة، واستعراضاتهم بمهارات مميتة. *** وهكذا ليس غريباً أن تتصدر المملكة أعلى نسبة وفيات في حوادث الطرق على المستويين العربي والعالمي، حيث وصل عدد الوفيات إلى 54 وفاة لكل 100 مواطن من السكان أي بمعدل 19- 20 حالة وفاة في اليوم جراء الحوادث المرورية. وتشير إحصائيات وزارة الداخلية إلى أن أعداد الحوادث المرورية في المملكة خلال الأعوام 1971/ 2011، وصلت إلى 8 ملايين حادث نتج عنها أكثر من مليون إصابة وما يقارب من 150 ألف حالة وفاة، بمعدل 20 حالة وفاة يومياً، وأن 73 بالمائة من مجمل الوفيات المسجلة من الفئات العمرية دون 40 سنة، في حين تقدر نسبة المصابين من الفئات نفسها بنحو 75 بالمائة من إجمالي المصابين، بالإضافة إلى أن أكثر من 30 بالمائة من الأسِرّة بالمستشفيات يشغلها مصابو الحوادث المرورية. فهنيئاً لنا هذا التفوّق الذي لا أظن أن أحداً في العالم يحسدنا عليه أو يتمنى أن يحتل مكاننا فيه؟! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain