د. محمود إبراهيم الدوعان كثرت الفتن وكثر الهرج والمرج، وأصبح العالم يعيش في وضع محزن يبقى الحليم فيه حيران، أصبحنا كراكبي السفينة تتقاذفنا الأمواج من جميع الاتجاهات ولا منجى ولا ملجأ من الله إلا إليه، وتكالبت علينا الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، ولكن تطبيقنا لشرع الله وتمسكنا بسنة نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- سوف يضمن لنا الخروج منها سالمين لقوله عز وجل: «ومن يتق الله يجعل له مخرجا» (الطلاق 2). وجاء الربيع العربي كما يطلقون عليه وعمّ شرّه معظم العالم العربي بل شمل جزءا من العالم الإسلامي وهو ليس بربيع ولكنه نار محرقة أكلت الأخضر واليابس وأدخلت الشعوب في دوامة لا يعلم مداها إلا الله، وكأن ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، حيث كثر فيه القتل وإزهاق الأرواح البريئة، وتشتيت الأسر، وهدمت الممتلكات وعانت الدول التي أصابها اقتصاديا، واجتماعيا، وأخلاقيا لسنوات طوال جراء المظاهرات التي صاحبته، والاقتحامات والمسيرات التي سيرتها الشعوب ولم تحقق منها ما تصبو إليه، أو تطالب به بل إنها أدخلت فئات المجتمع كلها في دوامة العنف والقتل والدمار. نظرة صادقة لكل من له قلب واعٍ وضمير حي ونية مخلصة في حفظ أمن واستقرار بلاده، ومقدرات دولته، ومكتسبات بلاده، التي أكرمنا الله بها على مرّ السنين. حيث قال الله عز وجل ممتنًا على أهل هذا البلد الكريم «... الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف». نعم، نحن بلد مستهدف والحاقدون الحاسدون كُثر، وهم موجودون بالداخل والخارج، ويتربصون بنا الدوائر «عليهم دائرة السوء» ويتحيّنون الفرص ليكونوا أكبر الداعمين لأي هزات في بلادنا. هؤلاء الناكرون للمعروف الذين سهلنا لهم سبل العيش الكريم، وأصبحوا ينعمون بعيشة قد لا تتوفر لهم في بلادهم الأم، ولكنها النفوس المريضة والحقد الأسود الذي يملأ بعض العقول المريضة التي تتمنى أن تتشفى من هذا الشعب الآمن الذي يستقبل القريب والبعيد بصدر رحب قلّما يوجد له مثيل في بقية دول العالم، ويؤمن لجميع الوافدين بدون منٍّ أو أذى الحياة الكريمة التي تنعكس إيجابا عليهم وعلى أسرهم ودولهم، ومن ثمّ يقابلها الجاحدون منهم بالكفر والنكران والإساءة لهذا البلد الكريم. دعوة صادقة لكل شبابنا الكريم الذي نشأ على الأخلاق الإسلامية وتربى على طاعة الله ورسوله وولاة أمره، بألاّ يندفعوا وراء أصحاب الأهواء المريضة، وألاّ يعملوا ضد استقرار بلادهم مهما كانت الأسباب، نعم، نحن لنا آمال ولنا تطلعات نُطلع عليها ولاة أمورنا وكلهم لا يألون جهدا أبدا في تحقيق طموحات هذا الشعب وتحقيق أمنياته والوقوف معه حتى تتحقق كل تطلعاته. تطلعات أبناء هذا الوطن يعرفها الجميع وكتب عنها الكثيرون وكلنا ثقة بأن حكومتنا تسعى جاهدة لتحقيقها ومنها على سبيل المثال: البطالة بين الشباب، وتوفير السكن، والتأمين الصحي للمواطنين، هذه التطلعات الرئيسة التي ينشدها السواد الأعظم من الناس، وقد حرص ولاة أمورنا على تلبيتها وتأمين مبالغها، ولكنها بيروقراطية التنفيذ والتي تأخذ سنوات من عمر الإنسان. أما الذين يتربصون بنا من الخارج ويأملون في زوال النعمة التي أكرمنا الله بها ويحاولون زعزعة أمن بلادنا واستقرارها الذي كفله الله سبحانه وتعالى لها حمايةً لأراضيه المقدسة حيث يقول عز وجل في كتابه العزيز: «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم» (الحج 25)، فهذا بيت الله العتيق، وهذا مسجد نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهذه هي الأرض المباركة التي أنعم الله عليها بنعم كثيرة لكي تسعد البشرية بخيراتها وتمد يد العون لمن يحتاجها من الشرفاء والمخلصين، إذن هي في حفظ الله ورعايته، ولو حصل لنا من الأمر شيء فنحن تحت أقدار الله وقضائه هو مولانا .. فنعم المولى ونعم النصير. [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain