أيمن حسن– سبق: عكس كل المتشائمين بشأن الأزمة السورية، يقلب الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد التوقعات، حين يؤكد أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقترب من نهايته، حتى مع الاتفاق الأمريكي الروسي وتأجيل الضربة العسكرية، مشيراً إلى طرح الحل اليمني بقوة، مشترطاً وجود معارضة سورية قوية على الأرض وفي ميدان القتال. وفي مقاله "فعلياً.. نهاية بشار" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول الراشد: "رغم الإحباطات، يلوح في آخر النفق اليوم ضوء يؤذن بقرب نهاية نظام الأسد، فقد سرَّعت جريمة الألف والأربعمائة سوري الذين قتلوا خنقاً بالغاز في ضواحي العاصمة دمشق من أفول النظام، وما مشروع تجريده من سلاحه الإستراتيجي عملياً إلا تجريده من الحكم تحت عنوان أوسع اسمه الحل السلمي". ثم يرصد "الراشد" الوضع الحالي في سوريا وهو يقول: "لا ننسى أن أوباما النائم استيقظ، ووعد لأول مرة منذ توليه الرئاسة باستخدام القوة، ثم فاجأتنا روسيا بعرضها أن يتخلى الأسد عن مخزونه الكيماوي الضخم، الذي كان ينكر وجوده أصلاً، هذه التطورات تمخضت عن العودة إلى مشروع جنيف؛ التفاوض حول حل سلمي". ويتوقع "الراشد" سيناريو الحل اليمني في سوريا ويقول: "المتوقع عودة طرح (الحل اليمني)، أي إخراج الأسد ورفاقه نهائياً، وتكليف المؤسسات القائمة، وتحديداً الجيش، مع قيادات المعارضة العسكرية والسياسية، بإدارة البلاد، وهذا خيار جيد ينتهي بإسقاط كل النظام تدريجياً، من دون انهيار البلاد"، ويضيف محذراً: "الخيار الأسوأ أن يهرب الأسد خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكن يستمر القتال ويتحول إلى حروب متعددة الأقطاب؛ جيش حر، وقوى ثورية مستقلة، وتنظيمات (القاعدة)، وميليشيات طائفية مدعومة من إيران وغيرها، فالمحافظة على المؤسسات تعني المحافظة على الدولة وليس النظام، وتعني المحافظة على وحدة البلاد، وتضمن الحصول على الدعم الدولي السياسي والعسكري والقانوني". ثم يتوجه "الراشد" إلى المعارضة ناصحاً: "نقول للمعارضة ما يقوله عادة مدربو كرة القدم: (ركزوا أعينكم على الكرة)، لأن كل ما يحدث خارج محيطها مجرد تفاصيل قد تلهي اللاعب عن الهدف الرئيس، الهدف هو إسقاط الأسد، وليس معاقبته"، ويضيف: "حتى لا تفقد المعارضة المسلحة قضيتها أثناء تفاوض القوى الكبرى في جنيف تبقى مهمتها الرئيسة كسب الحرب ميدانياً، لأن انتصاراتها هي التي ستضطر الفرقاء للقبول بها لاعباً رئيساً، ومن خلال مكاسب الأرض تستطيع توجيه مسار الحل السياسي، زمناً وشكلاً".