فشل العدوان الصهيوني على قطاع غزة كان له العديد من التأثيرات على الحياة السياسية "بإسرائيل"، فبتزامن العدوان على غزة مع فترة الدعاية الانتخابية للكنيست التاسع عشر، ونظراً لفشل عملية "عامود السحاب" في تحقيق أهدافها، حيث تسبب هذا الفشل في إعادة رسم الخريطة السياسية الإسرائيلية من جديد. من أبرز التغيرات في الحياة السياسية هو ما أعلن عنه صباح أمس وزير الدفاع الإسرائيلي "أيهود باراك"، حيث أعلن بشكل نهائي عن اعتزاله للحياة السياسية الإسرائيلية وعدم خوضه للانتخابات البرلمانية القادمة المقرر عقدها في 22 يناير المقبل، ولعل ما أعلن عنه باراك أمس هو ما كان قد أشار إليه "آلوف بن" المتخصص في الشئون السياسية الإسرائيلية بصحيفة "ها آرتس" أثناء عملية العدوان على غزة، موضحاً أن "أيهود باراك" سيكون كبش فداء حال فشل عملية العدوان على غزة وعدم رضا مستوطني الكيان الصهيوني عنها وهو ما حدث. وفشل عملية العدوان على غزة ظهر في استطلاع الرأي الذي تم الأسبوع الماضي حيث خسر تحالف "الليكود بيتنا" الذي يضم حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة أفيجدور ليبرمان وحزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو 15% من مقاعده، فقد حصل على 34 مقعداً فقط بدلاً من 40 مقعد في الاستطلاع الذي أجُري أثناء عملية العدوان على غزة. كذلك أعلنت "تسيبي ليفني" ظهر اليوم عن خوض الانتخابات الإسرائيلية القادمة برئاسة حزب جديد تحت اسم "هتنوعاه" بعد رفض كل العروض التي قُدمت لها من أحزاب اليسار الإسرائيلي، وقد لقي حزب ليفني الجديد قبولا لدى الأوساط السياسية خاصةً بعد استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة "إسرائيل هايوم" الأسبوع الماضي بعد انتهاء عملية عامود السحاب على غزة، حيث حصلت تسيبي ليفني على 10 مقاعد بالكنيست الإسرائيلي، على الرغم من أنها في الاستطلاع الذي تم أثناء عملية غزة لم تحصل ليفني على مقعد واحد لحزبها الجديد. وأكبر دليل على تعزيز موقف ليفني في الانتخابات المقبلة وضعف باقي أحزاب اليسار الإسرائيلي، أنه أعلن 7 أعضاء من حزب كاديما عن استقالتهم من الحزب وانضمامهم إلى حزب ليفني الجديد. أيضاً أثر فشل عدوان غزة قد ظهر جلياً في الانتخابات التمهيدية التي انتهت مساء أمس في حزب الليكود؛ حيث تم استبعاد العديد من الشخصيات الإسرائيلية المعتدلة في توجهاتها السياسية ليحل مكانهم شخصيات أكثر تطرفاً، وكان من أبرز الذين تم استبعادهم من القائمة هو وزير الجبهة الداخلية "آفي ديختر"، وربما تكون صواريخ المقاومة الفلسطينة التي فشلت الجبهة الداخلية في احتواء تأثيرها سببا قويا في عدم حصول "ديختر" على مكان له بين قائمة الليكود الجديدة. البديل اخبار