لقد كان لفشل العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة في شهر نوفمبر الماضي أكبر الأثر علي الساحة السياسية، وأدي فشل عملية ما سميت ب "عامود السحاب" إلي إعادة رسم الخريطة السياسية في إسرائيل، حيث تم محو بعض الأحزاب وتثبيت أحزاب أخري وإضعاف البعض الآخر. وأدي ذلك الفشل لمحو أحزاب صهيونية من الخريطة السياسية تماماً وذلك نظراً لضعف هذه الأحزاب واعتمادها علي بعض الشخصيات، وكان من أبرز هذه الأحزاب هو "الاستقلال" الذي كان متمثل في وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك في الكنيست الثامن عشر، ولكن بعد الإقرار بفشل العدوان أعلن "باراك" بشكل صريح أنه لن يخوض انتخابات الكنيست المقبلة. وهناك بعض الأحزاب التي لم يتمكن فشل العدوان من اقتلاع جذورها ولكنه أصابها بالخلل ومثل تلك الأحزاب هو حزب "الليكود" فعلي الرغم من أن الحزب سيشارك في الانتخابات، الإ أن قائمة الحزب خسرت بعض الشخصيات الأساسية علي رأسهم وزير الجبهة الداخلية بالكيان الصهيوني "آفي ديختر" وذلك نظراً لفشل الجبهة الداخلية في التصدي لقذائف وصواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية التي أطلقتها رداً علي العدوان الإسرائيلي. وعلي النقيض من مواقف الأحزاب السابقة التي تم محوها أو أصُيبت بالخلل، فإن فشل العدوان الصهيوني علي غزة ومعارضة الحزب لشن هذا العدوان أدي لتثبيت أقدام حزب "الحركة" الذي أسسته وزيرة الخارجية السابقة "تسيبي ليفني" مؤخراً، فبعد أن كان الحزب ضعيفاً ولم يحصل سوي على مقعدين أو ثلاثة ارتفع رصيد الحزب ووصل إلي 10 مقاعد و11 مقعدا في بعض استطلاعات الرأي الأخيرة. أخبار مصر - عربي ودولي - البديل