تحت عنوان "الازدهار من خلال الابتكار" افتتحت أمس في دبي أعمال الملتقى العالمي للتنافسية . والذي يتولى "مجلس الإمارات للتنافسية" بالتعاون مع الاتحاد العالمي لمجالس للتنافسية مسؤولية تنظيمه، ويوفر على مدى ثلاثة أيام منصة مفتوحة لمناقشة سبل تطوير الابتكار والتنافسية لدول العالم عبر تعاون أكبر في مجال تبادل المعلومات والخبرات، حيث يعمل 200 مشارك خلال الملتقى على استكشاف الاتجاهات المستقبلية في القدرة التنافسية والابتكار بين الدول . افتتحت الملتقى ريم الهاشمي وزيرة الدولة، رئيسة مجلس إدارة مجلس الإمارات للتنافسية، وقالت في كلمتها أن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للملتقى دلالة واضحة على نجاح التزامها بتطوير اقتصاد قوامه المعرفة، يشكل ركيزة أساسية تدعم ازدهار الدولة ونموها الاقتصادي المستدام . ورأت الهاشمي أن قرار اتحاد المجالس العالمية للتنافسية عقد قمته في الإمارات يشكل اعترافاً دولياً بحجم النمو والتطور والابتكار الذي حققته الدولة، وبدور قيادة الدولة المحوري في دعم هذه المجالات؛ معربةً في الوقت نفسه عن اعتزاز شعب الإمارات بكونها أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تستضيف هذا الحدث العالمي الذي يرسم التوجهات الدولية في مجال التنافسية . وأكدت أن العديد من الحكومات في عالم اليوم تؤمن بضرورة استمرار حركة الابتكار والتطوير في القطاعات الحكومية والخاصة على حد سواء لتطوير القدرات التنافسية في الأسواق العالمية، بما يحافظ على معدلات التنمية الاقتصادية فيها ويحسن المستويات المعيشية لشعوبها؛ الأمر الذي يتطلب ابتكار بضائع نوعية وخدمات جديدة ورفدها بقاعدة مواهب مؤهلة للإنتاج والتسويق على نطاق واسع . وأضافت أن استراتيجيات الابتكار والتنافسية تشكل مفاهيم تأسيسية لقياس تطور الأمم على الصعيد الاقتصادي-الاجتماعي في القطاعات العامة والخاصة . وهي تظهر مدى فاعلية تبادل المعلومات والخبرات ونشر أفضل الممارسات الدولية الاقتصادية في تطوير الطاقات البشرية لكل دولة ومن ثم إعادة تصدير الخبرات المحلية والكفاءات المتخصصة مرة أخرى إلى أرجاء العالم، لتتحقق الفائدة للجميع . وبدوره، قال محمد عمر عبد الله وكيل دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، الجهة المنشئة لمكتب أبوظبي للتنافسية، والذي يشارك في استضافة المؤتمر هذا العام: "نحن نتطلع إلى تبادل الأفكار مع مجموعة من القادة والممارسين للقدرة التنافسية المشاركين في هذا المؤتمر الذي يعد فرصة سانحة أيضا للإطلاع على أفضل الممارسات في القطاعين العام والخاص، وفي المجال الأكاديمي، والرامية إلى تشجيع الابتكار" . ويشكل الملتقى العالمي للتنافسية الحدث الأول من نوعه الذي تستضيفه منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ويهدف إلى إطلاق الحوار حول دور الابتكار وأهميته، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات وقصص النجاح، والتعرف ميدانياً إلى المحفزات التي تحقق النمو الاقتصادي والازدهار لدول العالم في القرن الحادي والعشرين . وفي تعليقه على أعمال اليوم الأول للملتقى، قال عبدالله لوتاه أمين عام مجلس الإمارات للتنافسية إن دولة الإمارات تحقق منذ تأسست عام 1971 الإنجاز تلو الآخر في مجالات تمكين الأعمال وتوفير الأرضية المثالية لها لإطلاق عملياتها في الدولة؛الأمر الذي أرسى بيئة حاضنة لنمو كافة مقومات التنافسية، وجعل من الإمارات مركزاً إقليمياً بامتياز ووجهةً مفضلة للعديد من للشركات والمجموعات الدولية . وبدوره أثمر النمو الاقتصادي تطوراً مستمراً في مختلف القطاعات، وارتقى بالمستوى المعيشي لشعب الإمارات، الذي يمثل منطلق جهود تطوير الاقتصاد والقدرات التنافسية وغايتها . ومن منطلق التركيز على تحقيق الرفاهية الاقتصادية المستدامة، يتحدث في المؤتمر اثنان من أشهر الخبراء والمفكرين في هذا المجال . حيث سيناقش البروفيسور ستيفان غاريلي، العالم والباحث في مجال القدرة التنافسية والأستاذ في معهد التنمية الإدارية بجامعة لوزان بسويسرا ورئيس مركز التنافسية العالمية، سيتحدث عن سبل ازدهار الأمم . فيما يتحدث الدكتور ميشيو كاكو، أحد أشهر المتخصصين في مجال الفيزياء النظرية، عن الاتجاهات الناشئة والحديثة التي من شأنها تعزيز في القدرة التنافسية . ويقول البروفيسور غاريلي: "نظرا للتحولات غير المسبوقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة، أصبح لزاماً على الشركات التجارية والدول إيجاد السبل التي تمكنها من التكيف مع عالم جديد، حيث إن الاقتصادات الناشئة سوف تكون في حاجة ماسة إلى المزيد من الابتكار وتطوير نماذج تجارية جديدة تلبي الاحتياجات المتزايدة للبنية التحتية وتسهم في ضمان رفع الكفاءة المعيشية والازدهار للطبقة المتوسطة .