خلال 41 عاماً من عمر الاتحاد، وصلت المرأة في دولة الإمارات إلى مكانة عالية ومرموقة، لتأخذ دورها المنوط بها في كافة المجالات، وتكون شريكا حقيقياً داعماً ومسانداً، ومعيناً للرجل، متحملة مسؤولياتها، ومساهمة بفعالية في عملية التنمية والنهضة والتقدم على كافة الصعد، مستثمرة أجواء التطور الثقافي والانفتاح الفكري الذي ساد مجتمع الإمارات على مدى زمني تجاوز العقود الأربعة، لترتقي بذاتها في ظل رعاية قيادات رشيدة وحكيمة تؤمن بدور المرأة وأهميته في بناء الدولة الحديثة. (الشارقة) - لعبت الإماراتيات الرائدات منذ بداية انطلاقة دولة الاتحاد دوراً محورياً وفعالاً ومؤثراً في دفع عجلة التنمية والنهضة الشاملة وبكافة القطاعات والمجالات، حيث ظهرت نخبة ناجحة منهن بكل ثقة واقتدار متحملة مسؤوليتها الوطنية اتجاه المجتمع والوطن، لتحمل راية الثقافة والفكر والعمل، مرتقية بذاتها ومحيطها العام، في حقول إعلامية وأدبية وعملية ومجتمعية شتى، ومن بين هؤلاء النساء الرائدات تأتي حصة العسيلي لتكون من أوائل الإعلاميات في المنطقة. بداية المشوار بدأت حصة العسيلي مشوارها في هذا المجال مع انطلاقة إذاعة «صوت الساحل» التابعة لإمارة الشارقة سنة 1965، وهي تقول عن هذا الأمر بفخر وحنين: كان زمناً جميلاً فيه الكثير من الحراك الثقافي والأدبي والفكري، وكان بلدنا آنذاك زاخراً بالشعراء والمفكرين الذين وضعوا اللبنة الأولى لمنظومة التعليم والثقافة في المراحل اللاحقة، وكوني تربيت في بيت يحترم المرأة ويجل دورها في المجتمع، فقد أكملت دراستي من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية في مدارس الشارقة، وكنت محاطة منذ الصغر بالعديد من رواد الحركة الشعرية والأدبية في الإمارات، فمجلسنا كان عامراً بالمثقفين والشعراء، وكانت والدتي رحمها الله أيضا ممن يقرضون الشعر، فزرعت فينا حب الأدب والاهتمام بالثقافة والمعارف، وعززت فينا كل مشاعر الانتماء والحب للأرض الطيبة، وكأنها رسمت لنا طريقنا جميلاً معبداً بالطموح والأمل، ولعلي كنت من المحظوظات اللواتي توافرت لهن أجواء مشجعة ودافعة نحو الدراسة والكتابة والعمل، لذا كان وجودي في مجال الإعلام آنذاك منطقياً ومقبولاً جداً من قبل أسرتي ومحيطي الاجتماعي». مفوض عام وبعد عملها مع إذاعة «صوت الساحل» من الشارقة، انتقلت «حصة» عام 1969م للعمل مذيعة في تلفزيون الكويت من إمارة دبي، ثم تحولت مع بداية دولة الاتحاد إلى مذيعة أولى مع تلفزيون وإذاعة أبوظبي حتى العام 1974، متدرجة بصعودها الوظيفي من منصب لآخر، لتباشر بعدها مهامها الوظيفية في وزارة الثقافة والإعلام وصولاً إلى عام 2000، وقد حظيت خلال تلك السنوات بمنصب مشرف كأول امرأة في العالم تتقلد وظيفة مفوض عام في معرض الإكسبو سنة 1992، ثم أول عربية يتم اختيارها كعضو في لجنة التسيير والمتابعة في « هانوفر» عام 2000م، مع الكثير والعديد من الأوسمة والجوائز والتميزات التي أطرتها كشخصية رائدة في القطاع الإعلامي في عموم الدولة، وهي تصف هذا الأمر، فتقول: «في رأيي أن ما وصلت إليه أنا وغيري من النساء الإماراتيات من مكانة وأهمية في عهد الاتحاد، إنما جاء انسجاماً مع الرؤية المستنيرة والطموحة التي زرعها باني الاتحاد ومؤسسه المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في وجدان الشعب، حيث توافرت للمرأة ومنذ انطلاقة مسيرة الوحدة بين الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971 م كل سبل الدعم والرعاية والاهتمام، وسخرت لها كافة الإمكانيات والمقدرات التي ترتقي بها وتسمو لناحية، التعليم، الصحة، العمل، لتأخذ دورها الريادي في المجتمع، وتدفع بعجلة تطور ونهضة الوطن، من خلال حضورها الفاعل والمؤثر في كافة الميادين ومختلف القطاعات العاملة في الدولة». ... المزيد