صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلطان يشهد ندوتين في معرض الكتاب
نشر في الجنوب ميديا يوم 09 - 11 - 2012

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس الأول، ندوة "الإمام محمد عبده وتجديد الفكر الإسلامي"التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام ضمن فعاليات الدورة 31 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب التي عقدت في قاعة الثقافة بمركز اكسبو الشارقة .
شارك في الندوة كل من وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب والمفكر المصري الدكتور أحمد زكريا الشلق وأدارها الباحث الدكتور حمد بن صراي .
وأعرب صاحب السمو حاكم الشارقة عن شكره وتقديره للمشاركين في الندوة لعرضهم فكر محمد عبده .
كما شهد سموه ندوة "بوكر طريق المشاهير"وشارك فيها الروائي المصري يوسف زيدان والأديب السوري فادي عزام والروائي اللبناني شربل قطان .
وزار سموه جناح مركز الشارقة الإعلامي المشارك في فعاليات الدورة، واطلع على إصدارات المركز وأنشطته وبرامجه وأهدافه المستقبلية، مشيداً سموه بالدور الإعلامي الفاعل للمركز وبإصداراته المختلفة التي تتعلق بإمارة الشارقة .
شكر المشاركين في الندوة لعرضهم فكر الإمام
سلطان يشهد ندوة "محمد عبده وتجديد الفكر الإسلامي"
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أمس الأول ندوة "الإمام محمد عبده وتجديد الفكر الإسلامي"التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام ضمن فعاليات الدورة 31 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب التي عقدت في قاعة الثقافة بمركز إكسبو الشارقة .
شارك في الندوة كل من وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب والمفكر المصري الدكتور أحمد زكريا الشلق وأدارها الباحث الإماراتي الدكتور حمد بن صراي .
وأعرب صاحب السمو حاكم الشارقة عن شكره وتقديره للمشاركين في الندوة على عرضهم لفكر محمد عبده .
حضر الندوة كل من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس مركز الشارقة الإعلامي والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني مدير عام مركز الشارقة للإحصاء وجمعة الماجد وعبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب والدكتور خالد عمر المدفع مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة وأسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي .
وقال وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب خلال الندوة إن الإمام محمد عبده كان فيلسوفاً بالمعنى الحقيقي، فقد كان صاحب مشروع إصلاحي كبير شمل كل الجوانب الفكرية والسياسية والاجتماعية والدينية، وفي كل ما طرحه أو ناقشه أو كتبه قد تميز بعمق الفكرة وإعمال مقاصد الشريعة التي تستهدف المجتمع تحضراً وإعماراً .
أضاف الدكتور عرب أن بداية التكوين الحقيقي للإمام لعلها كانت حينما التقى بجمال الدين الأفغاني الذي يعد بحق أحد الرواد الكبار الذين أثروا في الحياة المصرية أكثر من تأثيرهم في أي بلد آخر فهو من أوائل المحفزين لبعث الروح الوطنية المصرية، فقد استطاع أن يشيع بين المصريين نزوعاً إلى الحرية والعدالة .
وأشار الوزير المصري إلى الثورة العرابية التي اعتبرها نتاج هذا المناخ الهادر وقال "إن الإمام المفكر محمد عبده استطاع أن يعنى بقضايا الحياة بمعناها الكبير سياسة وفكراً واجتهاداً لفهم الشريعة بمعنى مقاصدها التي تستهدف الناس، لذا عني بدراسة مختلف العلوم الفلسفية وعلم الكلام والأخلاق والسياسة والوطنية، وراح يكتب في الصحف في شتى الموضوعات الثقافية والسياسية ويقرأ في كتب التراث والكتب الأوروبية في شتى مناحي المعارف المختلفة".
وأضاف أنه على الرغم من هزيمة العرابيين وما أعقبها من حكم على الشيخ بالنفي ثلاث سنوات خارج البلاد، وقد اختار سوريا وطناً بديلاً عام ،1882 فإن إقامته لم تطل بها فقد لحق بأستاذه في باريس 1884 وهناك أسسا معاً جمعية وصحيفة أسبوعية "العروة الوثقى"اقتصرت رسالتها على الدعوة إلى الجامعة الإسلامية والدفاع عن الشرق ومكافحة التسلط الأجنبي والاستبداد الداخلي وتخليص مصر من الاحتلال البريطاني، وكانت "العروة الوثقى"أول صحيفة عربية ظهرت في أوروبا تقول بكل هذه الآراء الجريئة .
وقال الدكتور عرب خلال حديثه عن فكر الشيخ محمد عبده إنه كان مؤمناً بأهمية التقريب بين الأديان معتقداً بأن الجهل والتخلف هما سبب الصراع بين أصحاب الديانات السماوية الكبرى، لذا أسس في الشام جمعية سرية لهذا الغرض لكن السلطات العثمانية حالت دون نجاح مهمته وطلبت من السلطات البريطانية إصدار العفو عنه لكي يعود إلى مصر .
وقال الوزير عرب إن الشيخ محمد عبده من المؤسسين لعدد عظيم من مشروعات الإصلاح من بينها تأسيسه للجمعية الخيرية الإسلامية التي عملت على نشر الثقافة بين الطبقات الفقيرة ومساعدة الفقراء والدعوة إلى شيوع الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي وقد استطاع التوفيق بين التقاليد الإسلامية وروح الحضارة الغربية وكان من أوائل الداعين إلى تحقيق العدالة بمعناها الاجتماعي، كما أسس جمعية إحياء الكتب العربية القديمة التي عنيت بنشر روائع التراث العربي، كما يرجع إليه الفضل في إعداد برنامج لإصلاح المحاكم الشرعية وكان صاحب فكرة إنشاء مدرسة القضاء الشرعي .
ولفت وزير الثقافة المصري إلى أن المتابع لتاريخ إنشاء الجامعة المصرية يلحظ كم كان حرص الإمام في هذا السبيل سواء بالكتابة أو الخطابة وقد راح يدعو الناس في كل أنحاء مصر إلى دعم مشروع الجامعة باعتباره مشروعاً قومياً .
وقال "لقد واصل الإمام رسالته من عدة جوانب متسلحاً بثقافة معرفية واسعة بادئا بنقد المشتغلين بالعلم في مصر سواء بوسائلهم التقليدية أو بأفكارهم الضيقة التي توقفت عند مجرد شرح النصوص والحواشي وقد نعى على الفقهاء إيمانهم بحرفية النص وإغفالهم لمقاصد الشريعة وافتقادهم لروح النقد وتمكن الخرافات والأوهام من أكثرهم لذا راح يستنكر طرق الدراسة في الأزهر ووسائلها مؤكداً أنها لا تنمي الذهن ولا تثير العقل وإنما هي مجرد شروح لمتون لا تصلح لتكوين الطالب تكويناً علمياً".
وعن الإمام محمد عبده مفتياً بيّن الدكتور محمد صابر عرب أن ما كتبه الإمام وقال به في دروسه أو فتواه يفيض بالمعاني الأخلاقية التي كان يود أن ترقى إليها نفوس الناس كتحرير الفكر وتقدير المرأة والتسامح والاستقلال في الرأي كل ذلك قد شاع بين المصريين وغالبية المجتمعات الإسلامية ما كان سبباً لتحفيز الناس إلى الوعي والفهم بل كان مشجعاً لغيره من الفقهاء والمفسرين لكي يعيدوا النظر في كثير من القضايا التي اكتسبت قدسيتها بحكم ظروف الزمن فقط .
وتحدث الوزير المصري عن بعض الفتاوى التي أفاض في شرحها الإمام محمد عبده ومنها قضية تعدد الزوجات التي كانت قد استشرت في المجتمعات العربية والإسلامية وفتاوى الإمام في الكثير من القضايا التي ترفع من شأن المرأة .
وقال الدكتور محمد صابر عرب "لقد تجاوزت فتاوى الإمام القضايا الاجتماعية والميراث والتعليم وصولاً إلى رأيه في الصور والتماثيل".
وبين أن الإمام محمد عبده سبق غيره في آرائه واجتهاداته التي ما تزال موضع جدل واستنكار من البعض بينما يراها المصلحون والمجتهدون قراءة عالم مجتهد يعرف دينه ملتزم بعقيدته مجتهد في فهم القرآن نصاً وروحاً وفق قاعدة إسلامية شهيرة تقول إن الإسلام يكمن حيث تكمن مصلحة المسلمين .
قال الدكتور أحمد زكريا الشلق في ورقته التي حملت عنوان "الإمام محمد عبده رائداً للتنوير"إن الإمام محمد عبده الذي يعد أحد أبرز رواد التحديث والتنوير في الفكر المصري الحديث والمعاصر ولد في عام 1849 بإحدى قرى الدلتا المصرية لأبوين من متوسطي الحال وإنه تعلم القراءة والكتابة في منزل والديه حيث أتم حفظ القرآن وهو في نحو العاشرة ثم حاول أن يتعلم تجويد القرآن وقواعد اللغة العربية بالمسجد الأحمدي بطنطا لكنه لم يستجب لطريقة التدريس به وكاد أن ينصرف عن العلم تماماً لولا أن شيخاً متصوفاً من أخوال أبيه يدعى درويش استطاع إقناعه بالاستمرار في طلب العلم وتوجيهه للالتحاق بالأزهر عام 1866 .
وأضاف الدكتور الشلق أن الإمام محمد عبده مكث به نحو سنوات ثلاث ظل خلالها متصوفاً "حتى لقد انطبع خياله بنوع الخيال الصوفي الذاهب في الروحانيات إلى ما يجاوز مدى الفهم أحياناً، والمعروف أنه ضاق أيضاً بأسلوب التدريس في الأزهر آنذاك أيضاً".
وقال إنه في تلك الظروف التقى بجمال الدين الأفغاني الذي حضر إلى مصر عام 1871 فحضر محمد عبده دروسه ولازمه في مجالسه وكان الأفغاني وحده قادراً على تخليص الشيخ الشاب من خموله الصوفي وتخليصه من الحيرة في التماس الكمال العلمي فتأثر بفكره وأسلوبه وجعل يقبل على دراسة العلوم المختلفة كالفلسفة والرياضيات وعلم الكلام والأخلاق والسياسة وغيرها مما لم يكن له مكان في الأزهر .
وأخذ الشيخ محمد عبده ينشئ المقالات في الصحف في موضوعات ثقافية متحرراً من العرف الديني الذي كانت له الغلبة، لقد بدا متأثراً بما كان الأفغاني يقرأه لتلاميذه من كتب عربية قديمة وكتب أوروبية معربة في التاريخ والسياسة والاجتماع ما فتح أمامه آفاقاً جديدة في التعليم والثقافة .
وبعد عامين من صحبة الأفغاني ظهر لنا من الشيخ جانب جديد عندما ألف "رسالة الواردات"عام 1873 التي كتب فيها بجرأة عن المذاهب الفلسفية والصوفية مما لم تكن الأوساط العلمية قد استعدت بعد لسماعه، كانت رسالة صغيرة في العقائد "تتسم بحسن النظام وسوق البراهين المعقولة"وبعد عامين آخرين ألف حاشية على "شرح الجلال الرواني للعقائد العضدية"كشفت عن أن ابن السادسة والعشرين قد أحاط بمذاهب المتكلمين والفلاسفة والمتصوفة "إحاطة فهم ونقد".
وقال الشلق: هكذا كان الشيخ صوفيا متفلسفا بين عامي 1873- 1875 .
أما ما كتبه في الصحف من مقالات فقد نشره في صحيفة الأهرام أول ما نشأت عام 1876 حيث عبر عما يجيش في نفسه من آمال كبيرة انبعثت في الاصلاح والتطلع إلى النهوض .
وقال الدكتور زكريا الشلق: لقد توجهت نفسه إلى الإصلاح بعد أن كانت منصرفة إلى تلمس الحقائق وكان ذلك بتأثير الأفغاني وقد وصلت أصداء تلك المقالات إلى أسماع الشيوخ الجامدين ووصلهم خبر ملازمته للأفغاني واشتغاله بالفلسفة وترجيحه بعض مذاهب المعتزلة ونهيه عن التقليد ودعوته إلى الاشتغال بالعلوم الحديثة وتحبيذه لعلوم الفرنجة وإطالة شعره أيضاً .
لقد كان مختلفاً عن الشيوخ المنعزلين والتقليديين الذين ظلوا يعترضون عليه قائلين "ما هذا الشيخ الذي يتكلم الفرنساوية ويسبح في بلاد الإفرنج ويترجم مؤلفاتهم وينقل عن فلاسفتهم ويباحث علماءهم ويفتي بما لم يقل به أحد من المتقدمين ويشترك في الجمعيات الخيرية ويجمع المال للفقراء".
ومن سيرة الإمام محمد عبده التي تحدث عنها الدكتور الشلق أنه في عام 1877 تقدم لامتحان العالمية بالأزهر ولقى عنتاً من شيوخ الممتحنين الجامدين لكنه ظفر بها وصار مدرساً به يلقي دروسه في المنطق وعلم الكلام والأخلاق على منهج جديد غير مألوف بالأزهر حينذاك، وفي تلك الفترة عقد في بيته درساً لطلابه شرح فيه بعض المؤلفات الفكرية الحديثة مثل "التحفة الأدبية في تاريخ تمدن الممالك الأوروبية"لفرنسوا جيزا وكتاب تهذيب الأخلاق لابن مسكويه . . وفي عام 1878 أصبح أستاذاً للتاريخ في مدرسة دار العلوم وبها ألقى على طلابه دروساً عن مقدمة ابن خلدون، ثم صار أستاذاً للأدب في مدرسة الألسن والإدارة وهكذا خرج إلى نطاق أوسع من الأزهر رغم استمراره مدرساً به إلى جانب اتجاهه إلى الكتابة الصحفية لتتسع دائرة قرائه ومن ثم تأثيره .
وفي عام 1879 نفي الأفغاني من مصر بضغط من الإنجليز وسعاية الجامدين من أهل الأزهر ونتج عن ذلك عزل محمد عبده من دار العلوم ومن مدرسة الألسن ونفي إلى قريته في أوائل حكم الخديو توفيق ولكن لم يستمر الحال فلم يلبث رياض باشا أن استصدر له عفواً عام 1880 ثم عينه محرراً بالجريدة الرسمية "الوقائع المصرية"التي صار رئيساً لتحريرها في أواخر العام نفسه، وهكذا انقطعت صلة الشيخ بالأزهر وصار صحفياً يحاول الإصلاح الاجتماعي والسياسي على مبادئ الحرية والعدالة والشورى وجمعت مقالاته فيها بين مبادئ الوطنية ومذهبه في الحرية وطريقه في الإصلاح .
لقد كان محمد عبده من أنصار الحرية في القول والكتابة بمقدار لذلك كان يلتمس سن القوانين للرقابة على المطبوعات وتولي بنفسه أمر هذه الرقابة في عهد رئاسته لتحرير الوقائع وذلك لخشية من انتشار الكتب الضارة بالدين والخرافات وانتشار اللهجات السخفية والموضوعات المؤذية للأخلاق .
وتحدث الدكتور الشلق عن المقصود بالنهضة والتنوير والحداثة في هذا الشأن مشيرا إلى أن مصطلح النهضة لم يظهر في بلادنا قبل النصف الثاني من القرن العشرين وقد ظهر نتيجة المثاقفة مع أوروبا التي هدت إلى مراحل تاريخية متميزة حضارياً أولها عصر النهضة الذي نترجمه بالنهضة بينما هو يعني الانبعاث أو الإحياء والذي استغرق الفترة من القرن الخامس عشر حتى السابع عشر .
وثانيها عصر التنوير الذي تميز بالاهتمام بالعقل والإيمان بالتقدم الإنساني والربط بين التقدم العلمي والتكنولوجي وبين التقدم الأخلاقي والثقافي فضلاً عن بروز النزعة الفردية، وقد لعب الفرنسيون وأبرزهم فولتير دوراً كبيراً في صياغة هذه الأفكار التي انتقلت إلى أنحاء أوروبا وبقية أصقاع العالم وقد استغرق هذا العصر معظم القرن الثامن عشر واستمر حتى قيام الثورة الصناعية فالثورة الفرنسية التي اختبرت فيها أفكار التنوير لتبدأ بعدها المرحلة الثالثة وهي الحداثة التي عبر عنها هيجل بالوعي الذاتي بوضع الإنسان في التاريخ، وانتقلت من الفلسفة إلى علوم السياسة والاجتماع والاقتصاد لتصبح حياة حضارية تاريخية لها ظروفها الخاصة وامتداداتها في الزمان والمكان الغربيين .
وقال الدكتور الشلق إن التحديث يعني كسر القوالب الجامدة والتقاليد التي تعوق حركة المجتمع إلى الأمام وما يقتضيه ذلك من نبذ الفكر الخرافي والاعتماد على العقل وتبني مناهج البحث العلمي والاستفادة الكاملة من المنجزات العلمية في مجالات العلوم الطبيعية والتطبيقية لمزيد من التحضر والازدهار .
وأضاف: لا نرى بأسا في أن نعتمد المعايير العامة التي استخلصها العلماء والمفكرون ورأوها ضرورية لوصف مجتمع ما بأنه في حالة تحديث حتى إن استندت إلى تجربة الغرب، وقد صيغت أهم هذه المعايير في التصنيع والتمدين والتعليم العلماني والمنهج العلمي وتقسيم العمل وإعلاء قيمته والتخصص وانتشار النزعة الفردية وبروز اقتصاد المشروعات الخاصة والمشاركة السياسية ونشوء الدول القومية وأجهزتها البيوقراطية المتخصصة والتجنيد العام والتعليم العام والمساواة أمام القانون وانقسام المجتمع إلى طبقات، مع اعتبار المعايير السابقة مؤقتة ومن صنع البشر وأنها قابلة للتغيير والتحسين المستمر .
حاكم الشارقة يشهد ندوة "بوكر طريق المشاهير"
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أمس ندوة "بوكر طريق المشاهير"التي تأتي ضمن فعاليات الدورة 31 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب ونظمتها دائرة الثقافة والإعلام بقاعة الثقافة في مركز إكسبو الشارقة وشارك فيها الروائي المصري يوسف زيدان والأديب السوري فادي عزام والروائي اللبناني شربل قطان .
حضر الندوة كل من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني مدير عام مركز الشارقة للإحصاء، وجمعة الماجد وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وأحمد العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، والدكتور خالد عمر المدفع مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، وأسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي وعدد من كبار الشخصيات .
وأكد شربل قطان صاحب رواية "حقائب الذاكرة"أهمية جائزة البوكر العربية التي تسهم في شهرة الفائزين بها .
دعا فادي عزام الذي وصلت روايته سرمدة إلى الشهرة بعد أن نشرت بغير العربية إلى ضرورة ايجاد صناعة نشر عربية .
واستعرض يوسف زيدان صاحب رواية عزازيل ورواية النبطي التي فازت الأولى بجائزة البوكر فيما وصلت الثانية لمرحلة متقدمة فيها، تجربته الشخصية في الانتقال من الكتابة الفلسفية التراثية إلى الكتابة الإبداعية وكتابة النصوص الأدبية معتبراً أن جائزة البوكر العربية قد أسهمت في إثراء الثقافة العربية .
وقال إن تغير أنماط القراءة بتغير القراء أنفسهم أسهم في إحداث نقلة جذرية في الثقافة العربية من مرحلة أو سمة السكون الرسوخي إلى حراك بات
للقارئ وزن في تحديد ملامح القراءة السائدة فانتشرت كتب المدونات الفراشية .
وجدد زيدان اقتناعه بأن اضمحلال اللغة يعد أشد خطراً من أي خطر داهم على الأمة .
زار جناح المركز واطلع على برامجه
سلطان يشيد بدور مركز الشارقة الإعلامي وإصداراته
زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أمس الأول جناح مركز الشارقة الإعلامي المشارك في فعاليات الدورة 31 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب .
واطلع سموه خلال الزيارة على إصدارات المركز وأنشطته وبرامجه وأهدافه المستقبلية، مشيداً سموه بالدور الإعلامي الفاعل للمركز وبإصداراته المختلفة التي تتعلق بإمارة الشارقة .
وقدم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي هدية تذكارية لصاحب السمو حاكم الشارقة، عبارة عن مخطوطة تاريخية تم نسخها عام 1351 هجرية، وتتضمن كتابين الأول تحت عنوان "التوضيح في حل غوامض التنقيح«، للمؤلف صدر الشريعة الأصغر عبيد الله بن مسعود الذي صدر في العام 747 هجرياً ويتناول موضوعه أصول الفقه .
ويتناول الكتاب الثاني من المخطوطة الذي حمل عنوان "مختصر المطول"للمؤلف السعد التفتازاني مسعود بن عمر الذي صدر في العام 793 هجرية، ويتناول موضوعه البلاغة .
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي أن ما حققه المركز، وما شهده من الكثير من التطورات جاء بفضل الرعاية الكريمة والتوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .
ولفت رئيس مركز الشارقة الإعلامي إلى الدور الكبير للإعلام في خدمة مختلف الأهداف التنموية، مؤكداً حرص المركز على تقديم كل ما من شأنه نقل صورة إمارة الشارقة والتعريف ببيئتها الثقافية والاستثمارية والسياحية والتراثية .
وأطلق مركز الشارقة الإعلامي خلال الدورة الحالية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب سلسلة جديدة من إصداراته حملت عنوان الشارقة في الذاكرة وتتألف من عدة إصدارات تم الانتهاء من الإصدار الأول الذي جاء بعنوان قلب الشارقة - منطقة التراث والإصدار الثاني ساحل الشارقة .
وتعرض السلسة الجديدة لمركز الشارقة الإعلامي صوراً نادرة ومعالم مختلفة لإمارة الشارقة منها أول صورة التقطت لإمارة الشارقة التي يعود تاريخها إلى العام 1860 وتعد الأقدم لإمارة الشارقة ومن المجموعة النادرة الخاصة بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي محفوظة اليوم في دارة الشيخ سلطان القاسمي للدراسات الخليجية .
واستقطب جناح مركز الشارقة الإعلامي اهتمام حضور معرض الشارقة الدولي للكتاب، واطلع الزوار على إصدارات المركز التي أبرزها "50 حقيقة يجب معرفتها عن الشارقة«، وسلسلته الجديدة "الشارقة في الذاكرة«، إضافة لعرض نسخ من مجلة ناشونال جيوغرافيك ترافلر التي تناولت في عددها الأخير تقريراً من 24 صفحة مفصلاً عن إمارة الشارقة، بالتعاون مع مركز الشارقة الإعلامي وهيئة الإنماء التجاري والسياحي، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق".
"سياحة الشارقة«
من جهة ثانية أعلن خالد جاسم المدفع مدير عام هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة أن الهيئة تستعرض للمرة الأولى مقومات الإمارة السياحية والثقافية وأجندة فعالياتها التي تتضمن كبرى المهرجانات العالمية مثل مهرجان الشارقة المائي ومهرجان أضواء الشارقة، وذلك في جناح متميز في المعرض .
وأشار المدفع إلى توافد أعداد كبيرة من زوار المعرض في اليوم الأول إلى جناح الهيئة، حيث اطلعوا على معروضات الجناح التي تروّج لأجندة المهرجانات القادمة مثل مهرجان الشارقة المائي، وبطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة الفورمولا 1 جائزة الشارقة الكبرى في ديسمبر المقبل، ومهرجان أضواء الشارقة في فبراير ،2013 إلى جانب توزيع آخر المنشورات مثل المجلة الفصلية "الشارقة هي وجهتي"ومجلة الأطفال "موج«، ومنشورات ترويجية لمقومات الإمارة وأبرز المعالم السياحية والثقافية فيها، مشيراً إلى أن الجناح يعرض الكتاب المتميز الذي أصدرته الهيئة عن مهرجان أضواء الشارقة ويضم صوراً مذهلة عن المواقع المختلفة للمهرجان في فعالياته السابقة، التي تُبرز جمال العمارة في أبرز معالم الإمارة والمباني التاريخية والتراثية .
سلطان يشيد بأداء مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
أشاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأداء مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية . وأثنى سموه على حرص المدينة على المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، متمنياً لها المزيد من التألق والازدهار .
كان صاحب السمو حاكم الشارقة قد توقف أمام جناح مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في معرض الكتاب تقديراً من سموه لتوجه المدينة في نشر ثقافة الاختلاف والتنوع والمعرفة العلمية السليمة حول الأشخاص من ذوي الإعاقة .
وأثناء افتتاح صاحب السمو حاكم الشارقة لفعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، قام طفلان من ذوي الإعاقة بتقديم باقة ورد لسموه أثناء مراسم قص الشريط التقليدي، في رسالة لا تخلو من مغزى إنساني عميق لمدى تقبل الأطفال من ذوي الإعاقة وقربهم من فكر سموه، واهتماماته العليا في مثل هذه المناسبة التي تفخر بها إمارة الشارقة، وتوليها اهتمامها على أعلى المستويات، والطفلان هما: ميثاء حسين من مدرسة الأمل للصم، ومحمد عوض اليافعي من مدرسة الوفاء لتنمية القدرات (فرع الرملة) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.