د. مازن عبد الرزاق بليلة الحكم بفساد السينما على إطلاقه، حكم مستعجل، فالسينما مجرد وعاء، يحتمل الخير ويحتمل الشر، مثل قنوات التلفزيون، واليوتيوب، والتويتر، لا يعالج مشكلة، ولا يحل مربوطًا بنفسه، بل بمحتواه، لذلك فالاعتراض على الفيلم السعودي (وجدة)، غير دقيق. أعلنت مؤخرًا، الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ترشيح فيلم (وجدة)، للمخرجة السعودية هيفاء المنصور للدخول في مسابقة الأوسكار، بلوس أنجلوس، عن فئة الأفلام الأجنبية ممثلاً للسعودية، لأول مرة في تاريخ المسابقة، وقد فاز الفيلم الإيراني (انفصال)، للمخرج أصغر فرهادي، بمثل هذه الجائزة العام الماضي، ووصفته الحكومة الإيرانية في حينها، بأنه انتصار على إسرائيل التي كانت أيضًا من بين المرشحين لنيل هذه الجائزة. عندما عرض الفيلم السعودي (وجدة) في الرياض، قبل عدة أشهر، حضرت مجموعة من المعترضين، أمام صالة العرض، بقصر الثقافة في حي السفارات، لمنع العرض، معتبرين أن العرض السينمائي مخالف للشريعة، وأن فكرة وجود سينما في المجتمع أمر مرفوض، وكانت فكرة عرض الفيلم بالرياض، قد لمعت في ذهن الجمعية، بعد حصول الفيلم على عدد من الجوائز والشهادات التقديرية في المحافل الدولية، مثل مهرجان البندقية السينمائي، ومهرجان دبي السينمائي، ومهرجان كان في فرنسا، وجاءت الفكرة بعد عرضه في دور العرض التجارية في كل من فرنسا وإيطاليا ودول أخرى، فكيف يراه المواطن هناك ولا يراه في موطنه؟! تدور أحداث الفيلم حول فتاة اسمها (وجدة)، تنتمي لعائلة من الطبقة الوسطى، والدها موظف في أرامكو، ووالدتها موظفة تعاني يوميًّا من سائقها الباكستاني، وتحمل مخاوف ذهاب زوجها إلى امرأة أخرى، تحلم (وجدة) بامتلاك دراجة معروضة في أحد المتاجر، على الرغم من أن ركوب الدراجات محظور على الفتيات، كي تتسابق مع ابن جيرانها في شوارع الحارة، وتخطط لتوفير المبلغ عبر بيع بعض الأغراض الخاصة بها، لكن خطتها تنكشف، وتجد نفسها أمام سبيل وحيد؛ وهو المشاركة في مسابقة لتحفيظ القرآن، والفوز بها لتحقيق حلمها بالدراجة. بقية للحوار: الإبداع لا يقتصر على مجال واحد، ليس كله رياضة، وليس محتكرًا للرجل، للإبداع مجالات واسعة، ومن يربح في إحداها يستحق التكريم، بغض النظر عن مجاله، وعن شخصيته. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain