كتب مصطفى يحيى يفضل الموسيقار ياسر عبدالرحمن التفرغ لإبداعه تاركا لموسيقاه الحديث عنها. اختار الجملة الموسيقية لكى تكون بديلا أكثر بلاغة من لغة الحوار بالكلمات. وهذه اللغة ساهمت فى وصوله بشكل أفضل للناس. ياسر لم يستخدم هذه اللغة فى عموم حياته فقط، لكنه استخدمها فى الأعمال الفنية، التى شارك فيها لذلك تجده يخطف الأضواء من الجميع . فكم من المشاهد المؤثرة خطف فيها الكاميرا من الممثل وكاتب الحوار. هكذا يرى النقاد موسيقاه.كما انهم يرونه جسرا للتواصل بين الكبار ممن التقاهم وهو فى سن مبكرة من العمر مثل عبد الوهاب والموجى والطويل وأصبح يمثل مدرسة موسيقية مستقلة بذاتها لا تشبه أحدا. والذين حاولوا التشبه به سقطوا من اول جمله موسيقية. وهو يقدم تجربة هى الاولى من نوعها لمؤلف موسيقى مصرى فى دار الاوبرا السلطانية بمسقط مساء 6 ديسمبر القادم مع اوركسترا بوادبست السيمفونى حيث تلتقى لاول الجملة الموسيقية الشرقية بدفئها مع بلاغة وعمق الموسيقى الغربية فى تناغم بين آلات موسيقية تمثل المدرستين فى اول عمل من هذا النوع .حيث تلقى الربابة من الآلات الشعبية المصرية وهى اول آلة وترية فى العالم صنعها الفراعنة قبل آلاف السنين مع احفادها الفيولا والفيولينة وهما الآن ينتميان للآلات الغربية بعد إحداث تغييرات عليهما. كما يلتقى الناى والكولة والمزمار مع الفلوت الغربى وباقى آلات النفخ من العائلة النحاسية وآلات ايقاعية مصريه مع مثيلاتها الغربية وذلك فى تناغم وضعه ياسر لكى يناسب المرحله الفنية التى وصل اليها كاول فنان مصرى يقدم ابداع شرقى بحت مع اوركسترا عالمى يعد من اهم الاوركسترات العالمية فاوركسترا بوادبست الذى يهتم بتقديم التجارب الجادة عبر هذا المشوار. وحفل اوبرا عمان هو بداية التعاون وربما تكون هناك سلسلة اخرى من الحفلات خارج وداخل اوروبا.. ولكى يخرج هذا الحفل الى النور بشكل جيد اقام ياسر معسكرا مغلقا بدأ بالقاهرة مع العازفين المصرين المشاركين معه ثم استكمله بالمجر مع الاوركسترا الذى سيتولى ايضا قيادته. كما يقوم ياسر بالعزف ايضا وهو ما جعله يخضع لتدريبات مكثفة على آلته المفضلة الكمانة. فى هذا الحفل يقدم ياسر موسيقى تمثل مشواره الفنى الطويل مثل «السادات» و«ناصر 56» و«ملاكى اسكندرية» الى جانب بعض ما قدمه فى الدراما «المال والبنون» و«الضوء الشارد» و«الوسية» و«الليل وآخرة» و«الفرار من الحب» و«فارس بلا جواد» و«يا ورد مين يشتريك». الحفل يعد الثانى فى مشوار ياسر مع الموسيقى لذلك يلاقى اهتماما خاصا من اوبرا السلطانية على اعتبار قلة حفلات ياسر كما انه اختارها من ضمن عروض كثيرة قدمت له منها ما هو داخل مصر وخارجها. والمؤشرات تؤكد ان شباك التذاكر يشهد اقبالا كبيرا من الخليجيين . وكان حفله الاول قد اقيم بمسرح التليفزيون منذ سنوات عندما كان فرج ابو الفرج مسئولا عن الموسيقى والغناء بالاذاعة المصرية. وكان هناك تفاوض مع الاوبرا المصرية لكن المشروع لم يكتمل. تتلمذ على يد مجموعة من كبار عازفى الكمان الشرقى فى مصر احمد الحفناوى وعطيه شرارة وعبد الفتاح خيرى وسعد محمد حسن وايجور خاتشاببيان، وبريدزى من الخبراء الروس وحسن شرارة من مصر فى الكمان الغربى. بدأفى عام 1989 مسيرته فى عالم الموسيقى التصويرية للسينما بفيلم «الامبراطور» وحصل فى نفس العام على جائزة مهرجان القاهرة السينمائى، وبلغ عدد الافلام التى وضع موسيقاها 48 فيلما.80 مسلسلا تليفزيونيا. وحصل على ما يقرب من 40 جائزة وتكريم فى مجال الموسيقى خلال مشواره منها، كما تكريمه عام 2005 من مهرجان الموسيقى العربية باعتبارة رمزا من رموز الموسيقى فى مصر والعالم العربى. وكرمه مجلس العموم الكندى خلال فعاليات المهرجان المصرى بكندا الذى تقيمه جمعية الصداقة المصرية الكندية عن مشواره الفنى.